لأول مرة في المغرب... ثعابين"الأناكوندا" تتخذ أرض سوس موطنا لها

بين أوراق الأشجار اليابسة، زحف ثعبان ضخم بلون أخضر زيتوني تتخلله بقع سوداء، قبل أن يلتف على نفسه بشكل دائري ليستكين. وغير بعيد عنه توجه آخر بلون أصفر يمتزج بلون أبيض وأسود نحو الصخر، ليتوقف عند أعلى نقطة به ويدلي برأسه نحو الأسفل.
عبر بوابة صغيرة تقود إلى مغارة "الأناكوندا"، رسم على بابها ثعبانين كبيرين، وقف الزوار مشدوهين لمنظر أضخم ثعابين "الأناكوندا" بحديقة التماسيح بأكادير، منها من فضل الالتواء على جدع شجرة، فيما فضل أحدها البقاء في الماء بعد أن أخرج رأسه محتفظا بباقي جسمه تحت سطح المياه، لفترة طويلة...
وقف بعض زوار "حديقة التماسيح" يحدقون في منظر باقي الثعابين المستكينة على جذوع الأشجار...وبركن منزو، تحرك ثعبان أصفر نحو الزجاج الواقي الذي يفصله عن الزائر، يحدق فيه وينصرف بهدوء زاحفا نحو الجهة الأخرى من "الغار". مرة أخرى تخلق حديقة التماسيح الحدث، باستقدامها لمجموعة من ثعابين الأناكوندا والأصلة الشبكية " البايتون"...من بلدان مختلفة لتوضع بجوار التماسيح والسلاحف، في إضافة نوعية للحديقة ولأول مرة بالمغرب.
غالبا ما تتغذى الاناكوندا الخضراء على الأسماك والطيور والزواحف والثدييات، وعندما تكون الوجبات كبيرة لا تحتاج إلي وجبات أخري لمدة شهر او أكثر حتي تتم عملية هضم الوجبات السابقة . وتتزاوج "الاناكوندا الخضراء" خلال موسم الأمطار وذلك في شهري ابريل ومايو، حيث تطلق إناث الاناكوندا روائح قوية كي يتبعها الذكور، الذين يتمتعون بحاسة قوية، وتضع الأنثى حوالي 40 صغيرا في المرة الواحدة بعد فقس البيض، لكنها لا تستطيع أن ترعاهم، فيتفرق الصغار للبحث عن الطعام من أجل البقاء .
وفي انتظار أن تولد ثعابين صغيرة على أرض سوس، كما كان حال صغار التماسيح والسلاحف...تقضي ثعابين الأناكوندا وقتها في مغارة الحديقة فوق الأشجار وبين الصخور...لتبزغ شمس يوم جديد بحديقة جمعت بين المقومات الطبيعية والمؤهلات العلمية.