هكذا استطاع المغرب تحويل ألم ومحنة "كورونا" إلى أمل ومنحة

هشام رماح
حول المغرب ألم "كورونا" إلى أمل قوي في بلد يعانق المستقبل وهو يسير قدما نحو تحقيق المناعة الجماعية ضد الفيروس المستجد، بعدما كسب معارك عديدة في الحرب المستعرة ضد جائحة منذ اجتياحها العالم مستهل 2020.
وظهر المغرب كرقم صعب في معادلة القضاء على فيروس "كورونا" بعدما كان سباقا لتلبية حاجياته من الكمامات وأجهزة التنفس وإقرار تدابير احترازية تروم محاصرة الجائحة، قبل أن يتبوأ مكانة متميزة ضمن دول العالم خلال عملية تلقيح المواطنين التي تشارف على إتمام 3 ملايين مستفيد.
وكانت "كلاوديا فيداي"، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى المملكة المغربية، أشادت بحملة التلقيح الوطنية ضد فيروس كورونا، وقد قالت خلال ندوة صحفية حول "حصيلة الشراكة لسنة 2020 وآفاقها برسم 2021"، إن "عملية التلقيح في المملكة تتقدم بشكل جيد بالمقارنة مع الدول الأوروبية".
واستطاع المغرب أن يسجل اسمه من بين الدول العشر الأولى في العالم التي أمنت كميات كافية من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وكذا تلقيح أكبر نسبة من المواطنين.
وفيما يشق المغرب طريقه قدما لتحقيق المناعة الجماعية فإن الأمر يبشر بانفراجة غير مسبوقة بعدما ظهرت المملكة قوية قادرة على مجابهة وتخطي الصعب الذي قهر دولا عظمى وكشف زيف ادعاءات دول ظلت تدعي أنها قوة "حقيقية".
وتفرد المغرب بين جيرانه بسعيه الحثيث نحو طي صفحة "كورونا" والاستعداد لما بعد الجائحة، إذ فيما ستجلب المناعة الجماعية استثمارات أجنبية بوصف البلاد قاعدة قادرة على تجاوز النكبات، فإن النموذج المغربي يبعث على الاطمئنان، بعدما استطاع إقناع الاتحاد الأوروبي بإزالة اسمه من اللائحة الرمادية التي تهم "الفراديس الضريبية".
وكانت للتدابير التي اتخذتها المملكة إبان اجتياح "كورونا" عظيم الأثر على القرار الأوربي الذي جدد ثقته في شريك جنوبي يؤمن بالعمل أكثر من الهراء والكلام الفارغ.. وقليل من هو قادر على عجن المحنة وجعلها منحة.