"تندوف ستصبح أحسن من دبي".. آخر بدع السابح في بحر الأوهام بلا "تبان"

الكاتب : الجريدة24

01 مارس 2021 - 02:30
الخط :

هشام رماح

إلى بعجي أبو الفضل، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري، يلزم التذكير بأن "من يبني آماله على الأوهام يجدها تتحقق في الأحلام" وفي ما تقدمت به أمام المغرر بهم في تندوف ليس أضغاث أحلام بل هو لوثة جنون وضرب نادر من ضروب الـ"تبويقة"!!!

"تندوف ستصبح أحسن من دبي" من يصدق هذه البدعة؟ لا أحد قطعا. لكن السياسي الجزائري "فريد" زمانه، بولا خجل، صرف وعدا بذلك لتجمع شعبي بولاية تندوف في الجارة الشرقية، وقد قفز في بحر الأوهام بلا "تبان" يبتغي الكذب والبهتان على منسيين في البلاد.

ولأن بعجي أبو الفضل، زعيم الـ"FLN" لا يلوي على شيء فلم يجد غضاضة في النطق بما لا يجوز فيما يتعلق بولاية "تندوف" التي أسقطها النظام الجزائري من وارد انشغالاته وفوتها لانفصاليي "بوليساريو" حيث يعيثون فيها الفساد ويأكلون غلة مهمشي الجزائر.

وأخذت الحمية زعيم الـ"إفلان" حتى انفلت لسانه من لجام العقل وقال إنه يعد سكان تندوف بأن تصبح ولايتهم أفضل وأحسن من إمارة "دبي" وما أدراك ما إمارة "دبي"، وهنا يلزم التنويه إلى أن كلام السفهاء لا يؤخذ به.

في المقابل، ولأن بعجي أبو الفضل يتزلف دونما مواربة من النظام القائم في الجزائر فإنه هاجم المغرب في محاولة منه لإثبات أنه ضد المملكة وهو الذي سبق وحل بالمغرب في 1992 في إطار بعثة رسمية من بلاده بعدما حل ضمن أوائل كلية الحقوق "بن عكنون".

لكن السؤال الذي يفرض نفسه، كيف أصبح "سياسي" مثل بعجي أبو الفضل الذي ادعى أنه كان "فذا" أثناء تحصيله الدراسي، غبيا يحير الجميع بغبائه؟ وهو يتزعم أكبر الأحزاب السياسية في الجزائر، إنه القرب من السلطة الحاكمة التي تتماهى مع هكذا غباء صرف.

ولعل من بين الشطحات الفارقة في غباء الرجل أنه من كشف بعظمة لسانه، تورط بلاده في قضية الصحراء المغربية، وتدخلها المباشر فيها، رغم أن "أبواق" النظام ظلت لسنوات تدفع بكونه "طرف محايد" في هذا الشأن.

وكان هذا الأخرق الذي يتزعم الحزب الأغلبي في البرلمان الجزائري، قد قال في ندوة مشتركة مع من وصفته الجزائر بـ"سفير" بوليساريو، شهر نوبنر الماضي، بعد تدخل القوات المسلحة الملكية وطردها شرذمة الانفصاليين من معبر الـ"كركرات" شر طردة، "لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام هذا العدوان"، مناديا بضرورة تحرك الجيش الجزائري نحو الصحراء المغربية.

وبالعودة لوعد السياسي أبو الفضل بعجي لسكان "تندوف"، فإن من لا يتقن استعمال سلاح الكلام مثل "فريد" زمانه، ويطلق الرصاص الطائش هنا وهناك دون حسيب أو رقيب، أن يقول ما يشاء..

 

لكن أن يعد بأن تصبح "تندوف" أحسن من "دبي".. فهو فعلا يتقن دور الـ"كركوز" الذي يردد ما يقال له دون أن يستوعب ما قيل.. فاللهم اشفه يا رب.

 

آخر الأخبار