أبرز غضبات المملكة على دول عاكست مصالحها الحيوية

الكاتب : الجريدة24

03 مارس 2021 - 02:00
الخط :

 هشام رماح

متى تلبدت السماء بين المغرب ودولة ما بالغيوم إلا وتنقشع الأخيرة معززة العلاقات بينهما في ترتيب جديد لها بناء على تبديد سوء الفهم الذي يغلف قضايا تضعها المملكة فوق كل اعتبار وتجعل في مقدمتها الوحدة الترابية.

وفي خضم تعليق المغرب لعلاقاته مع ألمانيا، يستعرض تاريخ المملكة شريط محطات عديدة شابها الشد والجذب مع بلدان مثل فرنسا والسويد وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية وإيران وبلدان خليجية، وأنذرت بتفاقم الأوضاع معها.

كذلك يكشف التاريخ أن الدُّربة المغربية في المجال الدبلوماسي برهنت أن ما قد شجر بين المغرب وبعض من هذه البلدان لم يكن غير سحاب صيف عابر سرعان ما اختفى وقد جرى تسليط الضوء على ما خفي بشأن بعض عناصر الخلاف.

"الجريدة 24 " تفرد بعض أهم المحطات التي طبعت الحركية الدبلوماسية المغربية إحلالا لصوت العقل في بعض القضايا التي غاب عنها.

السويد.. "إيكيا" أو "بوليساريو"

يبرز البلد الاسكندنافي كمثل دامغ على بعض الأزمات العابرة التي تسبب فيها عدم فهم كاف وشاف لقضية الصحراء المغربية، إذ لم تتردد المملكة في إعمال كل الوسائل المشروعة لتصويب دفة توجه دولة السويد في المسألة.

وكانت الرباط بعثت، في 2016، من خلال برسالة إلى استوكهولم، تفيد بغضبها ورفضها من عزمها الاعتراف بجبهة "بوليساريو" الانفصالية، من خلال أزمة المركز التجاري "إيكيا" الذي جرى منعه من افتتاح أبوابه أمام العموم بسبب عدم استيفائه الشروط الإدارية الضرورية.

وانفجر الخلاف مع السويد بعدما تهدد استثمار يقدر بـ47 مليون أورو (أزيد من 47 مليار سنتيم) بالفشل، وكان مدعاة للسويد لمحاولة معرفة السبب الذي أغضب المغرب والانفتاح على طرح المملكة في القضية الأولى للمغاربة وقد تحرت الآلية الدبلوماسية الرسمية، والموازية لاطلاع استوكهولم على ما غاب عنها ما تكلل بتلاشي سوء الفهم.

فرنسا.. أبناء المملكة أولا 

شابت العلاقات المغربية الفرنسية عدة شوائب، لكن ما بدد الدفء منها بشكل عاينه الجميع، تم في 2014، عندما استدعى قاضي تحقيق فرنسي عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني ومدير عام مديرية مراقبة التراب الوطني، حينما كان في باريس، من أجل لاستماع إليه في شأن ما ادعاه زكرياء المومني، الذي لاذ بفرنسا وانقلب على بلاده خدمة لأعدائها.

وعم البرود العلاقات المغربية الفرنسية بعدما انتصرت المملكة لأبنائها وقطعت كل سبل التعاون مع الجمهورية لهذا الغرض، ما جعل بلاد "موليير" تراجع نفسها ويستقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الملك المغربي محمد السادس في قصر الـ"إيليزي"، وتضع لمسات جديدة على اتفاقية التعاون القضائي بين البلدين، ثم توشيح صدر عبد اللطيف الحموشي بـ"وسام الشرف"، وهو أعلى تكريم يقدم في فرنسا.

الولايات المتحدة الأمريكية.. رفض عرض "أفريكوم"

فيما كان المغرب مرشحا قويا ضمن خمسة بلدان إفريقية لاحتضان قاعدة "أفريكوم" العسكرية الأمريكية، بحكم موقعه الجغرافي القريب من منطقة الساحل والصحراء ومنطقة شمال إفريقيا، فضلا عن استقراره أمنيا وسياسيا، رفض عرض واشنطن، في 2008، حول استضافتها على أراضيه.

وجاء الرفض المغربي في سياق طبعه التوتر بين البلدين بعدما اصطفت  واشنطن إلى جانب "بان كي مون"، الأمين العام للأمم المتحدة، حينذاك عندما وصف الوضع في الصحراء المغربية بما يخالف حقيقة الواقع.

وانتصرت الحركية الدبلوماسية المغربية إلى الموضوعية بعدما أوضحت للإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الديمقراطي حينها "باراك أوباما"، كيف أن الوضع على الأرض في الأقاليم الجنوبية للمملكة مخالف لما تعتقده بناء على تقارير مفبركة ومكذوبة من مركز تابع للمدعوة "كيري كينيدي" خدمة لأجندة إقليمية تصبو لوضع المغرب على المحك.

أما الآن فالوضع على أحسن ما يرام بين المغرب وأقوى بلد في العالم، وقد استقر قراره على الاعتراف بمغربية الأقاليم الصحراوية جنوب المملكة، بعدما تبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود.

وتبقى هذه المحطات شذرات من تاريخ حافل للمغرب يشهد أنه يؤتي كل السبل دفاعا عن حقوقه المشروعة في إطار القوانين والأعراف الدولية التي تكفل له ذلك دون تعسف أو تعنت.. وهذا ما يقع حاليا مع ألمانيا في انتظار أن تعود الأمور لنصابها وتستقر على الدوام.

آخر الأخبار