القاسم الانتخابي يخضع المصباح لجدلية المنجرة والقلم

فاس: رضا حمد الله
يبقى الجدل السياسي القائم منذ مدة حول "القاسم الانتخابي"، أقرب إلى علاقة المنجرة بقلم الرصاص، في تشبيه قد لا يصلح لكل الحالات والأحزاب باختلاف موازين قواها وقوتها في الساحة السياسية. لكن بحضور المنجرة يتقلص حجم القلم حتى يضمحل بشكل كبير دون أن ينمحي من الوجود.
جدلية المنجرة وقلم الرصاص ممكنة في تحديد هذا القاسم المتضررة منه أحزاب مقابل انتعاش أخرى خاصة الصغيرة منها التي قد تجد لنفسها موطأ قدم بين أحزاب قوية بتمثيليتها في المجالس المنتخبة وبغرفتي البرلمان، فيما قد يحقق جزء من توازن غير كامل ولن يفرز أغلبية مريحة.
منجرة القاسم الانتخابي أكيد ستقلص حجم حضور الأحزاب الكبرى وذات التمثيلية المرتفعة، خاصة حزب العدالة والتنمية الذي يعتبر أكبر متضرر طالما أن الصيغة المقترحة لهذا القاسم، لن تخدم مصالحه وستقلص وجوده وتمثيليته، لكنها لن تمحو وجوده جزئيا أو نهائيا في انتظار بدائل منعشة.
قسمة عدد الناخبين المقيدين بالدائرة الانتخابية على عدد المقاعد المخصصة لها وتوزيع المقاعد الباقية حسب قاعدة أكبر البقايا بتخصيصها للوائح التي تتوفر على الأرقام القريبة من القاسم، منجرة ستقلص من حجم تمثيلية هذا الحزب الغاضب من هذا القاسم المتضررة منه مصالحها السياسية.
وإن كان هذا التقسيم يروم فتح المجال أمام كل القوى السياسية للمشاركة في القرار من خلال المؤسسة التشريعية بما يحقق تمثيلية موسعة للناخبين، فإن ذلك يضر بتلك التي تعتبر نفسها قوية جماهيريا وانتخابيا على غرار العدالة والتنمية والأحزاب المنافسة لها الأكثر تمثيلية بالبرلمان.
حزب بيجيدي يرفض هذا الأمر طالما أن منجرة القاسم الانتخابي ستقلص حجمه الانتخابي، ويهدد بالتصويت ضد القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب، مسايرة لقرار أمانته العامة وما جاء في بياناتها السابقة، لكنه نعمة لباقي الأحزاب الصغيرة التي ستجد نفسها بتمثيلية رغم حجمها الصغير