هكذا كشفت رحلة جوية مباشرة من إسرائيل للجزائر نفاق عسكر قصر المرادية

الكاتب : الجريدة24

10 مارس 2021 - 11:24
الخط :

 هشام رماح

نعم.. هذا هو الجواب على سؤال "إيتاي بلومنتال"، محرر شؤون الطيران بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الذي غرد في "تويتر" "هل يمكن لطائرة أن تقلع من مطار "بن غوريون" وتتجه مباشرة إلى الجزائر؟".

الإيجاب ينسجم مع حلول طائرة برازيلية، مساء أمس الثلاثاء، تحت جنح الظلام بمطار "هواري بومدين" في العاصمة الجزائرية قادمة من مطار "بن غوريون" من العاصمة الإسرائيلية تل أبيب، بعدما أقلعت منه هناك على الساعة الخامسة عصر نفس اليوم.

وفجأة ألجم النظام العسكري الجزائري أبواقه الإعلامية وضرب صفحا عن الخوض في الواقعة التي كانت محط متابعة وقد دحضت الشعارات الجوفاء التي ظل يرددها حكام الجزائر نكاية في المغرب الذي قرر وبكل الوضوح الممكن إحياء علاقاته مع دولة إسرائيل.

وفي تجاهل سافر، لم تتطرق وسائل الإعلام الجزائرية إلى الرحلة الجوية المباشرة من إسرائيل إلى الجزائر والمرقمة بـ fab2584، والتي نفذتها طائرة من سلاح الجو البرازيلي التي نزلت على مطار العاصمة الجزائر وعلى متنها وفد برازيلي رفيع المستوى زار إسرائيل!!!

وفضحت تغريدة لـ"آران شمعون" المراسل والمحلل السياسي في هيئة البث الإسرائيلية، الوجه البشع للنظام العسكري الجزائري الذي ملأ الدنيا زعيقا حينما أحيت المملكة علاقاتها مع إسرائيل، وقد قال في هذا الشأن ما لا يستقيم مع النفاق الذي يتحراه وهو يبدي نفسه ممانعا بينما هو راغب في "التطبيع".

وجاء في تغريدة "آران شمعون" على "تويتر" أول مرة في التاريخ! رحلة جوية مباشرة من إسرائيل إلى الجزائر. طائرة سلاح الجو البرازيلي وعلى ظهرها الوفد البرازيلي رفيع المستوى الذي زار إسرائيل، هبطت في مطار هواري بومدين الدولي في الجزائر مباشرة ولأول مرة في التاريخ من إسرائيل!".

وبدا جليا كم أن الشعارات التي ظل يرددها حكام الجزائر ليست غير فقاعات، وقد تبخرت في الهواء بعدما حاولوا الركوب على موجة إحياء المغرب لعلاقاته مع إسرائيل وسخروا منابر المساجد في الجارة الشرقية للدعاء على المغرب والمغاربة الذين انتصروا للأواصر التي تجمع الجالية المغربية اليهودية في إسرائيل مع بلدهم الأم.

وكان "إيتاي بلومنتال" محرر شؤون الطيران في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية قد أطلق، مساء أول أمس الأحد، تحديا للنظام الجزائري حينما ألمح إلى احتمالية هبوط طائرة إسرائيلية في أحد مطارات دولة الجزائر متسائلا "هل يمكن لطائرة أن تقلع من مطار "بن غوريون" وتتجه مباشرة إلى الجزائر؟".

وكسب "إيتاي بلومنتال"، التحدي أمام نظام عسكري مهزوز غير واضح مع نفسه يبدي تمنعه إزاء التطبيع مع إسرائيل وهو يضمر رغبة أكيدة في ذلك، لكنه يخاف أن يسلط بذلك الضوء على الكثير من أكاذيبه التي قد تنطلي على البعض من غير المغاربة ويفطن المغرر بهم أن من يكذب مرة يكذب دائما.

وبخلاف وضوح المغرب في علاقاته مع إسرائيل، والذي يعكس تحرر المملكة من كل الضغوطات متى تعلق الأمر بقرار سيادي، فإن عبد المجيد تبون ومن جاء به من الجنرالات إلى قصر "المرادية" لا يقدرون على الإفصاح بحقائق الأمور، ولا بنواياهم لأنهم ليسوا على شيء.. فعلا ليس للكذب أرجُل لكن للنفاق أجنحة.

آخر الأخبار