الغرور يقتل السرور.. النظام الجزائري يصطف في طابور "سعاية" لقاح كورونا

الكاتب : الجريدة24

11 مارس 2021 - 11:00
الخط :

هشام رماح

حال الجزائر يدمي القلب، فالبلد الغني بالثروات الطبيعية، لم يستطع تأمين حاجياته من اللقاحات المضادة لـ"كورونا" وتحول إلى فقير يحجز لنفسه مكانا في "طابور السعاية"، وقد استنزف النظام العسكري خيراته وجعل دول العالم تحنو وتشفق لحاله وتهبه جرعات من هذه اللقاحات.

وأبدى النظام الجزائري، تحت جنح الجائحة، عجزا جليا أمام فيروس مستجد عكس حقيقة يستسيغها الجزائريون بمرارة وهم يرون بلادهم التي حباها الله بالخيرات والممتدة أطرافها، قد تحولت إلى متسول يستجدي المساعدة من القريب والبعيد دون خجل أو وَجَل.

وفي تهليل بليد، تتناسل قصاصات وكالة الأنباء الجزائرية حول كميات من اللقاح يرتقب أن تتوصل بها الجزائر من الخارج، في سعي منها مداراة سوءة نظام عسكري فشل في السير بالبلاد قدما ونجح في جعلها مثيرة للشفقة.

وأوردت قصاصة إخبارية لـ"واج" أن معهد باستور في الجزائر "سيستلم غدا الجمعة كمية من جرعات اللقاح الروسي "سبوتنيك" المضاد لفيروس كورونا، حسب ما كشف عنه اليوم الخميس المدير العام للمعهد الدكتور فوزي درار".

وأكد نفس المسؤول الجزائري أن الكمية هذه ستكون "متبوعة بـ700 ألف جرعة من ميكانيزم كوفاكس خلال هذا الشهر و500 الف جرعة مماثلة قادمة من مخابر أخرى خلال شهر أبريل القادم".

وإذ لم تحدد القصاصة الكمية التي سيتم التوصل بها من لقاح "سبوتنيك V"، والتي يفترض أن يكون قدر جرى تأمينها من قبل، فإن محررها لم يخجل من تبيان الكمية التي يتم التوصل بها في إطار التبرعات التي تتهاطل على الجزائر وعلى فترات لعلها تستطيع مجابهة الجائحة.

وانكشف أن النظام الجزائري لم يستشرف المستقبل في حساباته حينما كان المغرب منشغلا بصحة أبنائه وأعد العدة لمواجهة "كورونا"، إذ لم يولي العسكر اهتماما لغير محاولة التنغيص على المملكة عبر معاكستها، وصرفوا انتباههم نحو دعم "بوليساريو" ما جعلهم يحجزون لبلدهم مكانا "مهما" مع الجبهة الانفصالية في طابور "سعاية" اللقاح.

وبالفعل استطاع النظام الجزائري استدرار عطف المنتظم الدولي وقد قررت دول التبرع لفائدته من أجل تلقيح 20% من السكان بواقع هبات تتراوح بين 12 و16 مليون جرعة، ضمن برنامج "كوفاكس".

وكانت وهيبة حجوجة، مديرة الصيدلة والمستلزمات الطبية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الجزائرية، أفادت بأن بلادها ستستفيد من الكمية المشار إليها سلفا، بعدما كانت الحصة المقررة أوليا للجزائر لا تتجاوز 3 ملايين جرعة.

ورويدا رويدا بدأ "غرور" النظام الجزائري يتلاشى وهو الذي ظل يتبجح كونه يمثل قوة إقليمية "عظمى" ويتوفر على أحسن منظومة صحية في القارة الإفريقية، من مزاحمة فلسطين المكلومة وحشر نفسه بين الدول التي تستحق دعم العالم.

فعلا الغرور يقتل السرور.. سرور الشعب الجزائري الذي أصبح يرثي لحال بلاده وهي بين قبضة الجنرالات.. وهو المعروف بكونه شعب العزة أو شعب الـ"نِّيف".

آخر الأخبار