فاس: رضا حمد الله
أفرز تقنين زراعة الكيف رد فعل شعبي مكتوم يعيش على وقع الانتظار ونتائج، وآخر علني تجسد في خرجات افتراضية في مواقع التواصل الاجتماعي متخصرة في مواقف تصرف بشكل فردي من طرف متفاعلين مع قرار الحكومة تقنين هذه الزراعة المحظورة إلى حين.
ولعل أول رد فعل علني ولو ظهر افتراضيا، هو ذاك في شريط فيديو متداول على نطاق واسع فيسبوكيا وعبر تقنية التراسل الفوري، بشكل حقق انتشارا غير متوقع، حيث يظهر فيه شاب يشرح فيه لمواطنين متجمهرين أهم مشاكل تقنين نبتة الكيف الطبي التجميلي.
5 دقائق من الكلام عن موضوع حساس في ظرفية أكثر حساسية، كانت كافية لشاب لتحقيق الانتشار الذي لم يحققه سياسيون وفاعلون قبله رغم إثارتهم للكيف وحتى طلبهم في فترات متلاحقة تقنينه أو إلغاء المتابعات القانونية في حق مزارعيه بمختلف مناطق الشمال.
اسمه صالح لشخم، شاب من منطقة كتامة حيث صور الفيديو أمام جماهير محلية قبل بثه وتعميم انتشاره. لكن لا أحد يعرف عنه غير ما قاله في الفيديو من انتمائه للمنطقة وإشارة عابرة لاسمه دون أي تفاصيل أخرى حول حياته وتاريخه النضالي من حيث مر.
يبدو صالح "زعيما" شق اسمه جدار القنب الهندي والحديث فيه بعيدا عن ملامسة الموضوع بحيادية أو تثبيتا للغة الرسمية في التعامل معه منذ بداية انتشار زراعته وقبل وبعد تقنينه. ويشبهه البعض بناصر الزفزافي قائد حراك الريف المدان، على الأقل في تفاصيل ظهورهما.
كان صالح لشخم، إلى حين مجهولا رغم مروره بتجربة الاعتقال على خلفية احتجاجات قبيلة تلارواق بجماعة إيساكن بالحسيمة، التي ينتمي إليها، على خلفية مطالبة الفلاحين وفعاليات وجمعيات محلية، باسترجاع أراضي استغلوها وسلبت منهم في ظروف أججت غضبهم.
في قرية تلارواق ولد وتربى صالح واسمه برز لكن بشكل أقل مما هو عليه حاليا، إبان إيقافه عقب احتجاجات واعتصام السكان الذي دام 13 شهرا، رافقته وسبقته وأعقبته تظاهرات سلمية نتج عنها فتح أكثر من 40 حوارا مع المسؤولين والمعنيين بهذه الأرض.
صالح ابن مدشر آيت الراضي بتلارواق، ولد فيه 1991 وسط أسرة من 4 إخوة، وحيث تعليمه الابتدائي قبل الالتحاق بتاركيست لمتابعة تعليمه الثانوي وحصوله على الباكلوريا ليلتحق بعدها بجامعة محمد الأول بوجدة لمتابعة دراسته الجامعية قبل عودته للاستقرار بالمنطقة.
حينها قدمت لهذا الشاب، حسب ما يتداوله معارفه، إغراءات مالية وبالوظيفة، قبل أن يتم اعتقاله من مدينة الحسيمة ليخوض إضرابا عن الطعام في هذه المدينة الشمالية احتجاجا على الحكم الصادر في حقه من طرف المحكمة، ليخفت نجمه النضالي إلى أن ظهر التقنين.
صالح أوقف حينها وهو بصدد استكمال إجراءات جمع السجلات والوثائق المتعلقة بتلك الأرض لينقل رفقة جلول والمجاوي ومعتقلين آخرين للدار البيضاء، قبل الإفراج عنه بعد قضائه المدة المحكوم بها، ليعود من جديد لساحة الاحتجاج من بوابة تقنين الكيف.