رياضيون مغاربة وسط إعصار الابتزاز الجنسي!

الكاتب : الجريدة24

16 مارس 2021 - 01:00
الخط :

سعاد القماري

لم يظن المدرب الفرنسي هرفي رونار أن محادثة افتراضية ستجعله عرضة للابتزاز والنصب من طرف أشخاص مجهولين ينحدرون من مدينة واد زم، بعدما وقع في فخ محادثة حميمية افتراضية بطلتها فتاة لبنانية وهمية.

"رونار" وسط الاعصار

وقاما شخصان باستدراج هيرفي رونار من خلال تطبيق أحد مواقع التواصل الاجتماعي، ليقوما بتصويره في وضعية مخلة بالآداب، بعدما استعملا حسابا وهميا باسم فتاة لبنانية لا وجود لها، وبث فيديو مفبرك لإغرائه حتى يتمكنوا من تصويره في أوضاع حميمية.

وبعد نجاح الشخصان في استدراجه وتصويره عاريا، طلبا من هيرفي مبلغا ماليا يقدر ب 10 ملايين مقابل عدم نشرهما للفيديو، ليضطر المدرب الحالي للمنتخب السعودي لرفع دعوى قضائية في حق هؤلاء الأشخاص.

وتمكنت فرقة مكافحة الجرائم الالكترونية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، من إلقاء القبض على بعض الأشخاص الذين أوقعوا بالمدرب الفرنسي.

وأعادت هذه الواقعة للأذهان العديد من الفضائح والقضايا الجنسية التي تعرض وتورط فيها لاعبون مغاربة في السنوات الأخيرة، لاسيما في ظل الإقبال على وسائل التواصل الاجتماعي التي تساعد على انتشار الصور ومقاطع الفيديو كالنار في الهشيم.

في شراك "الويبكام"

لم يكن هيرفي رونار الوحيد الذي يتعرض للابتزاز والنصب الرقمي، ولم يكن الأول الذي وقع ضحية الفضائح الجنسية، بل سبق ووقع العديد من اللاعبين المغاربة في شرك الابتزاز والتشهير الذي غير مجرى حياة بعضهم، ومنهم من أكمل حياته معرضا عن كل شيء.

فقبل سنوات سقط مدافع الوداد البيضاوي عبد الرحمان لمساسي، ضحية ابتزاز الكتروني، غير مصير حياته الكروية والعائلية.

وتعود الواقعة إلى سنة 2011، حينما تحول لاعب الوداد البيضاوي إلى حديث الناس بعد تعرضه لموقف لا يحسد عليه، إثر نشر فيديو يظهر فيه بالصوت والصورة في وضع مخل بالآداب مع فتاة على “الويبكام” خلال دردشة حميمية معها.

حدثت واقعة لمساسي أياما قليلة بعد عودة الفريق الأحمر من رادس بتونس منهزما أمام الترجي التونسي، وقد حملت الجماهير اللاعب ذنب الهزيمة.

وتوقع اللاعب ردة فعل بعض المحسوبين على الجماهير البيضاوية، لكنه لم يدرك حينها أن الموضوع سيؤول إلى حد الابتزاز والتهديد من طرف غريب.

وجاءت الواقعة قبل أيام من الديربي البيضاوي، ما فتح الاحتمالات إلى اعتبار الفيديو تصفية حسابات على ضوء تحمل مسؤولية الهزيمة أمام الترجي التونسي، أو تأجيج للجماهير البيضاوية قبل الديربي.

إلا أنه بعد أيام من صمت اللاعب خرج للإعلام وصرح بأنه فعلا دردش مع الفتاة لكن دون القيام بأمور مخلة بالآداب، وأضاف أنه لم يرتدي فقط قميصه العلوي بسبب الحر وجلوسه في بيته، وأن الفيديو مفبرك.

وقد عانى اللاعب حينها من تبعيات نفسية بسبب ما حصل، لاسيما وأن الواقعة تسببت في دخول أمه إلى المصحة غائبة عن الوعي من فرط الضغط وهي مريضة بداء السكري.

واتضح لاحقا أن الفيديو مفبرك بعد أن اعتذر صاحبه من اللاعب لمساسي، لأن الموضوع أخذ أبعادا غير متوقعة، وتم نشر الفيديو الأصلي والاعتذار للجماهير على الفيديو المفبرك.

فضائح ليست افتراضية

إذا كان رونار ولمساسي ضحايا الابتزاز، فإن رياضيين آخرين تورطوا فعلا في فضائح جنسية مدوية كان لها تأثير سلبي على حياتهم ومسارهم الرياضي، ومنهم من أدين بعقوبات سالبة للحرية بسبب تهورهم وتورطهم في فضائح أخلاقية.

ومن ذلك الملاكم المغربي "حسن سعادة" الذي قضى 10 أشهر سجنا بالعاصمة البرازيلية ريو ديجانيرو، بعد متابعته بتهمة التحرش الجنسي قبل يوم واحد فقط من نزاله الأول في الأولمبياد سنة 2016.

"سعادة" أدى ثمن تهوره من حريته وسمعته ومساره الرياضي، بعدما تحرش بعاملتي نظافة أثناء إقامته بالقرية الأولمبية بالبرازيل.

التحرش أسقط أيضا المشرف على فريق مغربي لليافعين إلى جانب عناصر من البعثة المغربية، حيث طرد من مسابقة كأس غوثيا التي أقيمت بالسويد في نفس السنة، بعدما تحرش بفتيات سويديات قاصرات.

وجرى اعتقال المشرف المغربي بعدما وردت في حقه شكايات تفيد تعرض فتيات سويديات قاصرات للتحرش، أثناء حفل افتتاح البطولة، وهي بمثابة كأس عالم مصغرة لفرق اليافعين.

وتحدثت القاصرات السويديات على أنهن تعرضن للتحرش من طرف المغاربة حينما كن بصدد التقاط صور برفقتهم، حيث تمت محاصرتهن وتقبيلهن ولمس مناطق حساسة بأجسادهن.

وإذا كان هؤلاء قد ثبت تورطهم على الأقل بصدور حكم فإن لاعبين آخرين مازال الغموض يلف أمرهم على غرار لاعبي الرجاء البيضاوي، حينما كانا في المعسكر الإعدادي الذي أقامه الفريق الأخضر بإسبانيا سنة 2014، حينما انتشرت صور فاضحة ومخلة للآداب للاعب عبد الكبير الوادي وسعيد فتاح على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث ظهرا في وضعية غير أخلاقية مع فتيات في الشارع العام.

أثارت هذه الصور حينها ضجة واسعة بين الجماهير خاصة الرجاوية منها، حيث اعتبرت أن هذه الصور تسيء للفريق الأخضر بالدرجة الأولى، ثم للاعبين ولأسرهما، في وقت حظي فيه اللاعب سعيد فتاح بدعم زوجته، مؤكدة أن الاتهامات الموجهة له، تسعى للنيل منه وتحطيم صورته لدى الجماهير المغربية.

"الأمور الشائنة" في القانون

سألت "الجريدة24 " حسن شرو، المحامي بهيئة فاس والمختص في القضايا الجنائية عن الموضوع فقال إن الابتزاز الجنسي أصبح من المواضيع التي تفرض مناقشتها بجرأة في واقعنا الحالي، حيث أن العديد من الأشخاص يتم وضع كمين لهم تحت غطاء العلاقات التي يختلف نوعها، وتظهر للمعنيين بالأمر أنهم ضحية فخ وأنهم يواجهون بتهديدات من مجهولين بنشر صورهم أو فيديوهاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي في حالة إذا لم يرضخوا لرغباتهم، إما المادية أو الجنسية.

وأمام هذا الوضع هناك من الضحايا من يتقدم إلى أجهزة العدالة الجنائية ويتقدم بشكاية، ومنهم من يرضخ إلى نزوات المبتزين إما ماديا أو جنسيا خوفا من العار والفضيحة، خاصة إذا كان الضحية ذو منصب أو سمعة في المجتمع، يورد المحامي شرو.

وتحدث شرو على أن المديرية العامة للأمن الوطني خلقت وحدات خاصة للبحث والتحقيق في الجرائم الالكترونية حيث خصصت عناصر من الشرطة القضائية، وخلقت أقسام لمحاربة الجرائم المرتبطة بالتكنولوجية الحديثة تابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية.

وتعمل هذه الأجهزة الأمنية بتنسيق مع وحدات تشتغل في مختبرات متخصصة في إجراء خبرات على دعامات إلكترونية وحواسيب وهواتف نقالة وشبكات الويفي والبرامج المضادة للفيروسات والحماية الالكترونية للبريد الالكتروني....

ويورد شرو، في استعراضه للجوانب القانونية المرتبطة بهذا الموضوع، بأن المشرع الجنائي تدخل لردع هذه الجرائم الخطيرة عندما يكون تهديد الضحية من أجل الحصول على مكاسب مادية أو معنوية، عن طريق الإكراه المعنوي الممارس على هذه الضحية، وذلك بتهديده بكشف أسراره أو معلومات خاصة به.

وذكر المحامي شرو بأن القانون الجنائي المغربي قد نص على عقوبات في هذا الإطار في الفصل 538 من القانون الجنائي والذي ذهب إلى أن "من حصل على مبلغ من المال، أو الأوراق المالية أو على توقيع أو على تسليم ورقة مما أشير اليه...وكان ذلك بواسطة التهديد بإفشاء أو نسبة أمور شائنة؛ سواء كان التهديد شفويا أو كتابيا، يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وغرامة مالية من مائتين الى ألف درهم".

آخر الأخبار