كمال الودغيري... بصمة فاسية في المريخ

الكاتب : الجريدة24

01 أبريل 2021 - 12:00
الخط :

فاس: رضا حمد الله

هبطت مركبة "برسيفيرانس" بنجاح على سطح كوكب المريخ، واحتفل العالم بهذا الإنجاز التاريخي. لكن فئة محدودة تدري أن بين المشرفين على إرسال المركبة، مغربي يشكل مفخرة لبلاده وبصمة فاسية في هذا الكوكب الصخري ذي السطح الأحمر إلا ما قل من بقع أغمق. بصمة لن يمحوها توالي السنين كما حضوره الوازن في وكالة الفضاء الأمريكية )ناسا(.

بصمة هذا العالم المغربي، قوية ولامعة خاصة في الإشراف على الاتصال في مرحلة هبوط تلك المركبة الجوالة فوق سطح الكوكب الرابع من حيث البعد عن الشمس في النظام الشمسي، أو الكوكب الأحمر والصخري الجار الخارجي للأرض. سبعة أشهر استغرقتها هذه الرحلة الفضائية، وكان للودغيري دور مهم فيها يشهد به كل ذي صلة بالإعداد لها.

إنجازات مختلفة

لم يكن الإنجاز وحيدا لعالم الفضاء كمال الودغيري، بل سبقه إشراف ضمن طاقم متنوع على هبوط مركبتي أوبورتيونيتي وستبيريت على نفس الكوكب، كما مشاركته في عملية إنزال مختبر علوم المريخ، من خلال متابعة الإشارات التي يصدرها روفر كوريوسيتي واحد من ثمانية مسبارات أرسلتها وكالة "ناسا" إلى الفضاء لاكتشاف مختلف الكواكب المحيط بالأرض.

دور الودغيري مهم في مختلف المهمات الفضائية التي أطلقتها ناسا، خاصة كل ما يتعلق بالمعدات الاستكشافية للمريخ وكاسيني المهمة الدولية المستهدفة لكوكب زحل، كما مهمة "جونو" الاستكشافية لكوكب المشتري ومهمة القمر غرايل، ليتحول واحدا من رواد الوكالة في مجال الاستكشافات الفضائية بعد مراكمته تجارب في المجال طيلة أكثر من عقدين.

مسار بصمه ابن مدينة فاس، بثبات طيلة أكثر من ثلاثة عقود مرت على انتقاله إلى لوس أنجلس حيث استقر أواخر ثمانينيات القرن الماضي وأكمل دراسته العليا في الاتصالات قبل التحاقه بوكالة الفضاء الأمريكية التي منحته ميدالية الخدمة الاستثنائية وخمس جوائز للامتياز حسب الفرق عربون أهمية العمل الجماعي في نجاح مهام بعثات فضائية انخرط فيها.

حلم كبير

حلم كمال الودغيري انطلق صغيرا بعد هجرته لأمريكا، لكنه كبر مع مرور السنوات ونجاحه في مهام مختلفة بعد التحاقه بوكالة "ناسا" التي يشرف حاليا على مجموعة الرادار الكوكبي والراديو ومختبر الدفع النفاث التابع لها، موازاة مع أبحاثه المتواصلة في مجال التوصيف الجوي العالمي، مما يزيد من شهرة اسمه واحدا من الوجوه المتميزة بهذه الوكالة.

وهو الآن أحد أكثر المتوجين من طرفها خلال العقدين الأخيرين، وبحوزته 39 جائزة للتميز وواحدا من المجندين الستة من بين 5 آلاف مرشح من قبل مختبر الدفع النفاث في باسادينا، باعتباره واحدا من أهم المراكز البحثية التابعة للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء )ناسا( المسؤولة عن البرنامج الفضائي للولايات المتحدة الأمريكية.

شهرة كمال الودغيري لم تنسيه في موطنه الأصلي الذي ما زال وفيا لزياراته المتكررة له، ليس العائلية منها ولتأطير لقاءات علمية على غرار الندوة المنظمة يوم 26 فبراير بالجامعة الخاصة بفاس، مصرا في كل مرة على دعوة الشباب المغربي إلى "المثابرة في سبيل تحقيق أحلامهم وتطوير مهاراتهم، لأن الإصرار والعزيمة والعمل بجد، طريق لتحقيق كل الأحلام".

آخر الأخبار