خريطة المغرب كاملة تفقد النظام الجزائري أعصابه

لم تعد رموز النظام العسكري الجزائري تتحمل رؤية خريطة المغرب بكامل صحرائه وسيادته عليها تعلو الاجتماعات الاقليمية والدولية التي شتارك فيها الجزائر إلى جانب المغرب، ما يدفعها إلى التعبير عن سلوك يختزل مدى الحنق والغضب الذي ينتاب النظام الجزائري جراء ما يحققه المغرب من تقدم على مست،ى ملف الصحراء المغربية.
وفي هذا السياق، أقدم أمس الثلاثاء 06 أبريل 2021، الوفد الجزائري على الإنسحاب من الإجتماع الإقليمي لمدراء عموم الجمارك لشمال إفريقيا والشرق الأدنى والشرق الأوسط، وذلك بسبب إظهار المنظمين خريطة المغرب في هذا الاجتماع كاملة تشمل حتى الصحراء المغربية التي يسعى النظام العسكري الجزائري باستعمال الجبهة الانفصالية البوليساريو لجعلها موضوع توتر دائم لتفويت العديد من المصالح الحيوية على المغرب، لاسيما في علاقته بالعمق الافريقي.
وانسحب الوفد الجزائري من الاجتماع الاقليمي المذكور، تعبيرا منه عن رفضه لتداول المنظمين لخريطة المغرب كاملة بدون تقطيع أو ودجود أي خط يفصل صحرائه.
ونقلت وسائل إعلام جزائرية بيانًا لمديرية الجمارك، مفاده أن المدير العام للجمارك الجزائرية اعتبر عرض هذه الخرائط "مُنافٍ للشرعية الدولية ولقرارات وتوصيات الأمم المتحدة، وطلب السحب الفوري لهذه الخرائط وكل مستند وإعلان أو وثيقة".
وتلقى الوفد الجزائري في هذا الاجتماع صدمة بعدما طلب مسؤول الوفد الجزائري في هذا الاجتماع الاقليمي من رئيس الدورة، سحب الخرائط وكل مستند أو إعلان أو وثيقة من فقرات الدورة، قبل أن يقابل هذا الطلب بالرفض من قبل رئيس الدورة، ليقدم الوفد الجزائري على الإنسحاب.
وتؤكد هذه الحادثة أن النظام العسكري الجزائري يكيل بمكيالين في ملف الصحراء، إذ في الوقت الذي تحاول اقناع المنظم الدولي على أنها ليست طرفا في الملف، ولذلك لا تريد أن تكون أحد الجالسين على طاولة المفاوضات المباشرة، يؤكد سلوكها الذي يتكرر في كل مناسبة، أنها تضع نفسها طرفًا حقيقيًا وتريد أن تبقى تحرك دمى البوليساريو من الخلف في قضية الصحراء، وتسخر وسائل إعلامها لشن حربًا كبيرة على المغرب ووحدته الترابية.
وبعدما دعا رئيس الجزائر قبل بضعة أيام إلى عودة الحوار المباشر بين المغرب والبوليساريو، رد عليه أول أمس الاثنين ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بكون هذا الحوار غير ممكن إلا إذا كانت الجزائر طرفا رئيسيا في طاولة الحوار، لكون الجزائر طرفا حقيقيًا في النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء.
و قال ناصر بوريطة الإثنين بالداخلة، على هامش افتتاح قنصلية جديدة للسينغال بالمدينة المذكورة إن إيجاد حل للنزاع حول الصحراء المغربية يظل رهينًا بجلوس الطرفين الحقيقيين، المغرب والجزائر، على مائدة الحوار، مشددا على أن المغرب يعتمد ديبلوماسية الوضوح لأنه يعتبر التناقض بين الأقوال والأفعال لا يعطي مصداقية للعمل الديبلوماسي كما أن تقديم المغالطات لن يساهم في تقدم الملف.