سياسيون مغاربة أحرقتهم "زبايلهم"

الكاتب : الجريدة24

08 أبريل 2021 - 04:30
الخط :

 فاس: رضا حمد الله

سياسيون لم "يلجموا" ألسنتهم وأطلقوا العنان لها في خرجات لم يحسبوا عواقبها، فوجدوا أنفسهم وسط زوبعة كبيرة أوقدت نار غضب جماهيري ورسمي أحرق سمعتهم ومسارهم، دون أن ينفع الاعتذار في محو أثر "زبايلهم" وسلوكهم اللامسؤول.

كثيرون منهم أوقدوا نيران الغضب واقعا وافتراضيا بسبب تغريدات أو تصريحات تضمنت كلمات "متمردة" أو مسيئة للوطن وقرارات رسمية. منهم من انتهى سياسيا ويعيش موتا سريريا في انتظار قياس ما تبقى من النفوذ السياسي في لاحق الاستحقاقات.

من آخر السياسيين الموجودين في قلب الزوبعة، رئيس جماعة لوطا القروية بالحسيمة، الذي نشر أمس تدوينة دعا فيها للتمرد على القرارات الرسمية وخرق حالة الطوارئ الصحية بعد إعلان الحكومة حظر التجول في الليالي الرمضانية المقبلة.

آلاف الأشخاص تفاعلوا مع تغريدة فيسبوكية في صفحته، وموجة الغضب اتسعت قبل أن يعتذر اليوم ويرمي بكرة اللوم من نار في حجر المعارضة التي اتهمها بقرصنة حسابه ونشر التغريدة المسيئة التي أثارت ضجة كبيرة في صفوف المواطنين والفعاليات والجهات الرسمية.

اعتذار الرئيس ومحاولته إبعاد المسؤولية عنه، لن يمحو ما أثارته تلك التدوينة من ردود فعل غاضبة من طرف عموم المواطنين والفيسبوكيين المتفاعلين بالامتعاض، ما لم يمحو "شوهة" سياسيين سبقوه بعد خرجات غير محسوبة العواقب، وكثيرون منهم سقطوا ضحيتها.

حميد شباط الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، كان أكثر السياسيين الذين أدوا ثمن خرجاتهم المثيرة للجدل في مواضيع مختلفة سيما منها تبعية وانتماء موريتانيا إلى المغرب وقبله ذكره فاس في حديث نبوي وخرجات أخرى سلطت عليه الأضواء.

شباط ربح كثيرا من تلك الخرجات خارج التيار، فاشتهر ونال حصة الأسد من البروز الإعلامي، لكنه أدى ذلك من مساره السياسي بعدما فقد عمودية فاس والأمانة العامة لحزب علال الفاسي، ليغيب سنتين عن الأنظار في رحلة إلى تركيا وألمانيا، قد تكون لمراجعة الذات.

شعبوية شباط لا مثيل لها كما سياسيين آخرين مغاربة وجدوا أنفسهم في مواقف لا يحسدون عليها بعدما إدلائهم بتصريحات أو خروجهم خرجات "عوجا" ومنهم إلياس العماري زعيم البام وقبله وبعده آخرون انطفأ ضياء إشعاعهم السياسي مع مرور الأيام.

آخر الأخبار