أكادير: في سابقة من نوعها...أطباء تفرض عليهم "العطالة" بحرمانهم من التخصص

أمينة المستاري
دخل الأطباء الداخليون بالمستشفى الجامعي بأكادير للأسبوع الثالث في "عطالة" مفروضة، بعد رفض الإدارة إيجاد حل لمشاكلهم، وعدم رغبتها في تسوية وضعيتهم الإدارية و إلحاق كل الأطباء الداخليين بالتخصصات التي اختاروها.
فمنذ ما يزيد عن أسبوعين، لم يلتحق الأطباء الداخليون بالمصالح الاستشفائية باستثناء مصلحة المستعجلات، بسبب ممارسة الإدارة تضييقا على الطبيب الداخلي مس أيضا اختيار التخصص كما تنص على ذلك الاتفاقيات التي تم توقيعها مع الوزارة المعنية و على غرار المعمول به في كل المدن المغربية.
واعتبر الأطباء أن ما يقع بأكادير سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ المستشفيات الجامعية المغربية، حيث التحق كل الأطباء الداخليين في باقي المدن بتخصصاتهم باستثناء الأطباء الداخليين بأكادير، حتى باتت قضيتهم تعرف بإسم » الأطباء الذين فُرِضَتْ عليهم العطالة« !
الأطباء وقفوا أمس وسط باحة كلية الطب والصيدلة للاحتجاج والمطالبة ودق ناقوس الخطر حول مستقبل تكوين الطبيب الاختصاصي بأكادير، في ظل وجود مستشفى جهوي غير مؤهل لهذا الغرض، و حملوا جميع المتدخلين المسؤولية التاريخية لتبعات هذا الإهمال في حق هذه النقطة الاستعجالية.
وفي تصريح للدكتور فيصل الرزيزي، رئيس جمعية الأطباء الداخليين بالمستشفى الجامعي بأكادير، للجريدة24، أكد أن مكان الطبيب الداخلي الطبيعي هو المستشفى الجامعي، و الذي ما يزال يعرف أشغالا متأخرة والمستشفى الجهوي لم يتم تأهيله للقيام بدور المستشفى الجامعي، فسعة المصالح الإستشفائية غير كافية، و المعدات الطبية مهترئة، و المرافق البيداغوجية شبه غائبة، بل إن المستشفى لا يتوفر حتى على ميزانية مرصودة لتكوين الأطباء الاختصاصيين، لدلك فهو غير مؤهل لتكوين أطباء متخصصين.
وأضاف الدكتور فيصل، أن هذا ينذر بكارثة سيذهب ضحيتها الأطباء المتخصصين، والمواطن المغربي سيعاني من هده السياسة، واعتبر المتحدث أن المطلب الثاني للأطباء الداخليين هو تحسين ظروف الاشتغال والتغطية الصحية، حيث لا يعقل أن الطبيب الذي يمارس في المستشفى لا يتوفر عليها، رغم أنه في الواجهة وعرضة للإصابة بالأمراض والمخاطر، إضافة إلى الحق في المأكل والتعويضات عن الفترة التي لم يستفد منها، وأكد على حق الطبيب في حقه اختيار التخصص، حيث فوجئ الأطباء برفض الإدارة تعيينهم في تخصصاتهم لكون سعة المستشفى غير كافية.
وتساءل الأطباء الداخليون: "إذا لم تكن أرضية تكوين الطبيب الاختصاصي جاهزة في أكادير، لماذا تم تعييننا من الأساس ؟ هل الهدف هو إغراق الجهة بأطباء اختصاصيين بغض النظر عن جودة تكوينهم ؟" وأكدوا أنهم ورغم المشاكل التي تهدد مستقبله، فالطبيب الداخلي ووعيا منه بحجم المسؤولية الأخلاقية، لا زال مرابطا يداوم بشكل طوعي بمصالح المستعجلات التي لم تتوقف، و ذلك رغم عدم تلقيه أجرا مقابل ذلك، بل و رغم عدم دخول الإشتغال بمصلحة المستعجلات ضمن قائمة اختصاصات الطبيب الداخلي .