"آمنستي".. هكذا كسر نشطاء في المنظمة طوق الصمت وكشفوا دناءة ممارساتها أمام العالم

هشام رماح
منظمة العفو الدولية أبعد ما تكون عن المثالية والطهرانية التي تدعيها كذبا وزورا، وتقيم الدنيا ولا تقعدها إيهاما للمتتبعين أنها تدافع عن القيم الإنسانية، لماذا؟ لأن هذه المنظمة تخفي وجها بشعا شاءت الأقدار أن ينزع نشطاء فيها القناع الذي تخفيه حتى تتبدى للعالم أجمع بشاعة "آمنستي".
بيت "آمنستي" أوهن من بيت العنكبوت، إذ لا يتوانى القائمون عليها عن إتيان المنكرات، مثل العنصرية القائمة على التمييز العرقي، كما قرر ثمانية من نشطائها قرروا كسر طوق الصمت وإذاقة المغفلين نفس المرارة التي تجرعوها في دواليب هذه المنظمة.
وتتبنى "آمنستي" ثقافة التفوق العرقي للبيض، نعم حتى والقرن الـ21 وبعد طي صفحات التاريخ المظلم لبعض البقاع في العالم حيث كان السود دونيون عن البيض، فالمنظمة لا تزال تتحرى هكذا ممارسات مقيتة عفا الزمن عليها.
صحيفة "The Guardian"البريطانية نبشت في بشاعة "آمنستي" وهي تنشر تفاصيل بلاغ أصدره ثمانية من نشطاء المنظمة سردوا من خلالها تجاربهم الخاصة مع ما عنوه من تمييز عنصري وطالبوا القائمين عليها بالتنحي لأنهم أول من ينتهك أبسط حقوق الإنسان التي تحقق إجماعا في كل ركن قصي من المعمورة.
"آمنستي".. الخيبة والوجه البشع
وحبل البلاغ الذي أصدره نشطاء منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، بشهادات صادمة لثمانية نشطاء تكسرت أحلامهم في الدفاع عن حقوق الإنسان على أعتاب "آمنستي"، وقد استشعروا الخذلان المرير وهم يقفون على حقيقة أن المنظمة هي التي تعمل بشكل حثيثي على استدامة خرق هذه الحقوق وتكرس هذا الخرق بشكل يومي في ممارساتها في الداخل.
وفي رد فعل على هذا البلاغ، فإن الأمانة العامة للمنظمة الكائن مقرها في المملكة المتحدة أقرت بحقيقة ما تضمنه البلاغ واعترفا في اعتذار بأن ما تم التقدم به حقيقة لا تبعث فعلا على الراحة وتكشف حجم اللطخة في سجلها الحافل بممارسات عنصرية تم الوقوف عليها خلال تحقيق داخلي أطلقته بلاغات متعددة بشأن العنصرية بعدما اكتسح "هاشتاغ" "حياة السود مهمة" (Black Lives Matter) العالم بعد مقتل "جورج فلويد" على يد شرطي أمريكي العام المنصرم.
وعلى منوال "شهد شاهد من أهلها" تتعدد الاتهامات التي وجه لائحة الاتهامات التي تلاحق "آمنستي" بناء على بلاغات نشطائها الذين انتفضوا ضد واقعها الذي لا يمت لادعاءاتها بصلة، ومنها:
- يستخدم القائمون على المنظمة حرفا "N" أو "P" للتمييز بين نشطاء المنظمة وخندقتهم عبر توصيف مزاجيتهم وإن كانوا مفرطي الحساسية تجاه مواضيع معينة أو سبق لهم أن اشتكوا من بعض الممارسات.
- يتحرى القائمون على "ىمنستي" تحيزا ممنهجا وسافرا لصالح البيض ضد السود الذين يخضعون دوما لمقابلات يتم خلالها استجوابهم حول أمور معينة ودون مبرر، فضلا عن تهميشهم وحرمانهم من المشاركة في "المشاريع" المهمة للمنظمة.
- ضعف الوعي والكياسة في التعامل وتقبل الاختلاف الديني، بما يجعل بعض النشطاء يعانون من سلوكيات شاذة يؤتيها القائمون على المنظمة ارتكازا على ذلك.
- تحري القائمين على "آمنستي" لسلوكيات عدوانية تتبدى بالأساس في الرسائل التي ترسل عبر البريد الإلكتروني إلى المنتسبين إلى بلدان جنوب الكرة الأرضية في تمييز مفضوح بينهم وبين من يعتبرونهم بيضا متفوقين عرقيا.
"آمنستي".. منظمة الممارسات الشائنة
وحسب "The Guardian" كان بعث المجلس الإداري لمنظمة العفو الدولية، في يونيو 2020، رسالة إلكترونية إلى النشطاء المكلفين بملف "حياة السود مهمة" الذي فتح بمقتل الأمريكي جورج فلويد الذين أثاروا قضية التمييز العنصري داخل "آمنستي"، وهي الرسالة التي جاء فيها أن العنصرية مدمجة بشكل تلقائي في "النموذج التنظيمي للغاية" لهيئة حقوق الإنسان، في المنظمة والذي تمت بلورته من خلال "الدينامية الاستعمارية وترسيم الحدود" التي كانت "حديثة" وقت تأسيسها في 1961.
ووفق نفس الرسالة الإلكترونية فإنه و"على الرغم من بعض التغييرات الملحوظة والتي تم تحقيقها بشق الأنفس في السنوات الأخيرة، في "آمنستي" فإن السيطرة والتأثير على المنظمة وصنع القرار ظل حكرا على فئة معينة من الأفراد البيض المنتسبين إلى شمال الكرة الأرضية.
وأقر المجلس الإداري في رسالته، بتسجيل تحيز وتقاعس وتطبيع ممنهج مع التمييز العنصري القائم على اللون والعرق والدين، وهو الأمر الذي أكد نشطاء المنظمة الذين تحدثوا إلى الصحيفة البريطانية الذائعة الصيت، وقد أحالوا على أذية القائمين على "آمنستي" لنشطاء بناء على اختلافاتهم في منظمة تدعي أنها تدافع عن هكذا اختلاف يختفي فعلا من قواميسها.
وكشفت الشهادات التي تقدم بها النشطاء حجم الكذبة التي يسبح فيها المعتقدون في نزاهة "آمنستي" وقد ظهر للعيان أن القائمين عليها يتاجرون بالمآسي ليلا ويقدمون الدروس نهارا مثل "مومس" تدعي العفة، والعفة أبعد من أن تتبدى على ملامحها وسلوكياتها ولا أحد يثق بها مثلما هي تظن في نفسها..
ولأن التاريخ لا يرحم فإنه ترك للأيام أن تنسج عودة "آمنستي" التي تغوَّلت إلى حجمها الحقيقي كمنظمة مرتزقة تقتات على الأكاذيب وتفرز الادعاءات ليس إلا.