لمجرد والصنهاجي وطراكس.. " توبة فنية في رمضان"

الكاتب : الجريدة24

28 أبريل 2021 - 10:00
الخط :

أمينة المستاري

غير مجموعة من الفنانين الشعبيين شكلهم ولونهم مع حلول شهر رمضان، ليظهروا في فيديوهات على اليوتوب يؤدون أغاني دينية جديدة، من بينهم سعد المجرد الذي ترقص المراهقات والشابات على إيقاعات أنغامه يستعد الآن لإطلاق أغنيته الملتزمة المتخشعة تحت عنوان " نادي يا  الله" وقد أعلن عنها عبر حساباته بوسائل التواصل الاجتماعي.

 كما تخلى سعيد الصنهاجي خلال هدا الشهر الفضيل عن أغاني "عينيك ياكريمة،  الهوى ساكني، علاش خليتي قلبك اليوم، عيشة ياعويشة...." ليغني "أركان الإسلام" الأغنية الملتزمة رفقة الفنان أشرف سلطان وكريم جوهري.

الصنهاجي طلع بمظهر مختلف، بلباس عصري ثم بجلباب ولحية خفيفة، يقدم أغنيته بخشوع جلب عليه انتقادات مشاهدي قناته على اليوتوب، منهم من استحسن صوته واعتبر الظاهرة صحية، ومنهم من استهجن لجوءه للدين.

الشيخة الطراكس لم تسلم من تهمة " تامسلميت ديال رمضان" حيث نظمت مسابقة دينية على قناتها في اليوتوب وحسابها في الأنستغرام، تزامنا مع شهر رمضان، وأطلقت عليها "سؤال مع طراكس" تتلقى مكالمات متتبعيها وتطرح عليهم أسئلة لها علاقة بالموعظة والإرشاد، مما جلب عليها "النحل" واتهمت بالتطاول على ميدان ليست أهلا له، مقارنة مع عملها في الأيام العادية ولباسها الفاضح ورقصها "الماسخ"، وهو ما جعل الطراكس تصف الهجمة ب"النفاق الاجتماعي"، وظهرت في فيديو بلباس محتشم وحجاب ترد على منتقديها وتتهمهم ب"الفهامة في كلشي" مؤكدة أن متهميها بالتطاول على الذين يحبون في قرارة أنفسهم أغانيها ورقصاتها ونصحتهم بعدم مشاهدة قناتها إذا لم يرقهم ما تقوم به.

وعلق بعض المشاهدين على فيديوهات الصنهاجي والطراكس بسخرية: "للإفادة زيدوها على ابن تيميمية، الشيخة الفاضلة العارفة بأمور الدين، طراكس"، فيما علق أحدهم:" مبقى لا شطيح لا رديح قلبتوها تمسلميت، تباركلاه على الشيخ الصنهاجي والشيخة تراكس"....

البعض الآخر عبر عن استحسانهم ل"مجهود الصنهاجي الخشوعي" آملا أن تكون بداية "لتوبته" وعلق آخر بقوله "سبحان الله احنا المغاربة مكتعجبنا حتى حاجة ...بالرغم أن الصنهاجي بدل مجهودا وعملا يستحق عليه الاحترام قوبل بقوة الكريتيك الخاوي...بنادم شحال من مزبلة تنقات وتبنى فيها جامع....السلامة كون مفاتيح الجنة بيديكم مدخلو ليها حد من أنانيتكم نسيتو بأن خير الخطائين الثوابون....الله يهدينا جميعا".

 وبعيدا عن  هذه الفئة وتلك برز من يقارب الظاهرة في أبعادها الثقافية السوسيولوجية، مذكرا بأن الفنان ابن بيئته ...يتلون حسب حاجيات مجتمعه وبيئته، يعبر عن حاجياتها حسب الظروف: عند الحاجة للمرح، أو في وقت الحاجة للهدوء والسكون الروحي.

فهو يعكس السلوك العادي للمغاربة، ففي رمضان والأعياد تجد فئة كبيرة تتحول إلى الالتزام بالجلباب والعبادة، وفي الأيام العادية قد تجد نفس الفئة تقضي وقتا مرحا وأياما باذخة والليالي الملاح...لكل مرحلة أو لحظة أو فترة طقوسها.

نفس الأمر بالنسبة للفنان، فهو جزء من المجتمع والمنظومة الثقافية التي أنجبته، يلبي رغبة المحتاجين للفرح، وفي رمضان عندما يفر المغربي نحو المساجد والأمداح والطقوس والابتهالات، ويحدث شبه عزوف مؤقت عن الجو المعتاد، لا يسمح الفنان بسيادة الفراغ فيخلع عنه أجواء المرح البذخ فيلوذ إلى مجالات فنية "ناضجة محتشمة" تثير اهتمام المغاربة خلال رمضان، تاركا حياة الرقص والغناء والعبارات الجريئة إلى أن يحين وقتها ومكان إنشادها.

آخر الأخبار