الجزائر رمت بالمغتصب غالي الى فوهة البركان

لم تتغير قيادة جبهة البوليساريو ، ولم تعتبر أو تستفد من دروس الماضي.
فشلت في تدبير مرض زعيمها، وفشلت في إخفاءه، وفشلت في التغطية على تواجده بإسبانيا، وفشلت في تحصينه من القضاء الاسباني، ولا زالت تفشل الى اليوم في كل ما يتعلق بهذه القضية.
كما فشلت طوال عمرها في تدبير كل القضايا التي تتولاها ، أو التي تريد لها الجزائر أن تتولاها.لأن جبهة البوليساريو لا تملك قرارها، ولو كانت تملكه لمنعت من نقل ابراهيم غالي الى اسبانيا، التي لم يستطع زيارتها منذ توليه رئاسة البوليساريو.
لكن القرار جزائري، أرادت الجزائر استعمال غالي لجس نبض اسبانيا، وتصدير أزمة الفشل في الحرب، وعدم قدرتها على تحقيق نصر ميداني بعد أزيد من ستة أشهر من الصراع.
نعم، الجزائر خانت جبهة البوليساريو، ووظفت غالي في حساباتها الاقليمية وصراع المصالح مع اسبانيا، وتخفيف الأزمات الداخلية.
الجزائر رمت بغالي الى فوهة البركان ، وانتظرت مرضه لأنه لا يستطيع الرفض أو إبداء رأي، واستطاعت فرض الأمر على رفاقه، لأنها تعرف نقط ضعفهم، ولأنهم مستعدون لبيع الصديق الرفيق من أجل المناصب ، كما باعوا الصحراويين من أجل عيون الجزائر. لا مجال للرفض.
الجزائر رمت بغالي ، فإما أن يعود وإما أن لا يعود .
إن عاد ولو بلعبة المصالح، فستلعب على الأمر ، وستفرح بإمكانية منح هامش التحرك لقيادة مطلوبة للعدالة دوليا، ولا يمكنها التسويق لمشروع عن بعد ، أو افتراضيا كما هي الدولة التي تديرها.
وإن لم يعد غالي، فالبديل موجود، والبوليساريو ماضية برفاقه الذين سينسونه بمجرد تأكد عدم عودته.
لكن أن يعود وأن لا يعود ، الأمر لا يهم كثيرا للجزائر ، ما دام سيحقق الغاية منه، من تصدير للأزمة الداخلية، وتوريط اسبانيا في لعبة الصحراء التي نأت بنفسها بعيدا عنها ، وغيرها من النقط المطروحة والمطموع تحقيقها من تواجد تسليم غالي لاسبانيا.
لكن لا أحد من القيادة يستطيع أن يتهم الجزائر بالخيانة، لأنهم موظفون مأمورون ، لا رأي لهم ولا قرار، كل ما يطلب منهم التبرير للشعب ، والخروج بين الفينة والأخرى لإطلاق رسائل الجزائر نيابة عنها، ولو نطقوا كذبا، فهم بيادق لا أقل ولا أكثر.
القيادة فشلت حتى في التبرير، وأصبحت أضحوكة بالمخيمات ، وفي أوروبا .
اليوم أخذ الأتباع من تصريح وزيرة الخارجية فقط ما يتناسب مع هواهم، وما يتماشى مع دعايتهم المضللة للصحراويين المخدوعين.
اقتطعوا من تصريحها ما يطفئون به الشرارة المتزايدة ، ويواجهون به التنابز المتصاعد بين الصحراويين : سيعود ، لا لن يعود.
لم يقولوا الحقيقة للأبرياء ، ولأن التصريح غير متوفر كاملا ، بسبب خصوصية موقع وزارة الخارجية الذي يمنع تحميل المقاطع، والقنوات التلفزيونية تنقل مقتطفات فقط.
فقد ارتئينا أن نشارككم الأسئلة التي طرحت على وزيرة الخارجية الاسبانية، لنساهم جميعا في إيصالها الى الصحراويين بالمخيمات، وبأوروبا، لأنهم فعلا متعطشون للحقيقة.
وهناك جيوش لا مهمة لها سوى توجيههم ، ومنع وصول الحقيقة كاملة لهم، تسوق لهم ما تريد ، وتمنع عنهم ما تريد ، بالتشويه والحجب، وتوظيف المدونين وأشباه الحقوقيين، كلهم يصبحون أداة واحدة موحدة، ينقلون رواية واحدة تمنح لهم من وراء ستار، يوصلونها لمتابعيهم المتعطشون للحقيقة، ويظنونها عندهم باسم القضية، باسم التبعية، باسم مسميات كثيرة هدفها الخفية التحكم الفكري وتوجيه الرأي، وتوحيد الكلمة.
إليكم بأمانة ما طرح من أسئلة على وزيرة الخارجية الاسبانية، وإجابتها دون رتوش أو تنقيح أو تقليم أو تحوير ، كما فعل أزلام قيادة البوليساريو.
بخصوص ملف ابراهيم غالي، كلام الوزيرة واضح، بالنسبة للحكومة الإسبانية : العلاقات مع المغرب استراتيجية و مهمة، و غالي هناك لظروف انسانية، و سيرجع بعد شفاءه، غير انه ان كانت له امور مع القضاء الإسباني، فسوف يواجهها.
كلامها عقلاني بالنسبة لبلد فيه فصل بين السلطة القضائية و باقي السلط.
أتباع البوليساريو ، أخذوا فقط "ويل للمصلين" ، ولم يكملوا ، أخذوا كلامها عن عودة غالي ورجوعه بعد شفاءه، ولم يوردوا كلام الوزيرة عن كونه سيواجه القضاء إن كان مطلوبا ، ولا تملك الحكومة الاسبانية شيئا أمام السلطة القضائية، ولا يمكنها التدخل فيه بأي شكل.
بعبارة اخرى الذباب الالكتروني التابع للقيادة، مغلوب على امره، لأنه بالنسبة إليه، القيادة هي من تقرر في كل الأمور.
هناك ذباب آخر أهم من الذباب العادي، فحين تجد ما يسمى وزير الخارجية يخرج عقب تصريح الوزيرة الاسبانية ليقول أن ابراهيم غالي يتواجد باسبانيا في فترة نقاهة بعد التماشل للشفاء، فلا تملك الا تسميه ذبابا يؤدي دور تهدئة الرأي العام.
وقد سبقته ذبابة أخرة برتبة مستشار للرئيس تسمى : البشير مصطفى السيد، الذي تكذب زورا عن تواجد غالي بالجزائر ، وبعدها بساعة واحدة خرجت اسبانيا مؤكدة تواجده عندها.
إنها ليست قيادة إنها ذباب إلكتروني ، يؤدي أدوارا مبرمجة، في إطار معين ، تحت إشراف جزائري، يميل ويعدل ، ولا يترك لأصحاب القرار أن يتحكموا حتى في تصريحاتهم، بل يتجاوزوها لتزوير تصاريح الآخرين .
وبعد هذا تسألون عن جبهة البوليساريو .رحمها الله ، إن كانت تستحق الرحمة.
- عن منتدى فورساتين ببتصرف