تقرير: المغرب يهدد الطموحات الاقتصادية لإسبانيا وسلامة أراضيها

هشام رماح
قوة المغرب العسكرية تحت مجهر الإسبان، إذ أن تعزيز المنظومة الهجومية والدفاعية للقوات المسلحة الملكية برا وجوا وبحرا تثير مخاوف الجيران في الشمال وقد استشعروا اختلالا في موازين القوى إقليميا تميل الكفة فيها لصالح المملكة الشريفة.
المغرب.. القوة المُوازِنة إقليميا
سلط تقرير إسباني معنون بـ"المغرب ومضيق جبل طارق والتهديد العسكري لإسبانيا" (Marruecos, el Estrecho de Gibraltar y la amenaza militar sobre España ) الضوء على القدرات العسكرية المعتبرة للمغرب المعززة باقتناء أسلحة عسكرية نوعية وباتخاذ تدابير تتماشى مع ذلك من قبيل اعتماد التجنيد الإجباري.
التقرير الصادر عن "معهد الأمن والثقافة" (Instituto de Seguridad y Cultura) أفاد بأن التغيرات التي تشهدها المنظومة العسكرية في المغرب ترمي بالكثير من المخاوف لدى النظام الجزائري الذي يكن العداء له، ولدى الإسبان الذين يتحسسون من وراء ذلك خطرا يحذق بالمصالح الاقتصادية للجارة الشمالية ولسلامة أراضيها!!!
وإذ تطرق التقرير إلى ما وصفه بتبني المغرب لبرنامج تسلح طموح، فإنه انطلق من اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا بالسيادة المغربية على صحرائه، معتبرا ذلك حلقة ضمن سلسلة من النجاحات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية للمملكة.
ووفق التقرير فإن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء يقضي على أي "نفوذ" قد تظن إسبانيا وفرنسا أنهما تحتفظان به في المنطقة، خاصة في ظل إحياء المغرب لعلاقاته مع إسرائيل التي أصبحت بذلك تمت بعلاقات مع أقوى الدول العربية، كما أورد التقرير الإسباني.
واعتبر التقرير اعتراف "بلاد العم سام" بمغربية الصحراء خطوة تعزز مكانة أقوى بلد في العالم كـ"قوة موازنة" عبر توطيد تحالفها مع حلفيها الاستراتيجي المغرب، بما يجعل من المملكة الضامن الإقليمي للأمن والاستقرار في المنطقة والراعي الأمثل والأوحد للمصالح الاقتصادية للدول الراغبة في ولوج إفريقيا من بوابتها الرئيسية.
وحسب محرري التقرير فإن المستجدات الأخيرة في الصحراء المغربية والتوتر الذي يشوب العلاقات المغربية الجزائرية يشي بتغير في الاستقرار الاستراتيجي، بما يفرض على إسبانيا الالتفات إلى الأمن القومي الإسباني وتحليل الوضع بما يحول دون تغيره لفائدة المغرب ضد إسبانيا.
المغرب.. البعبع الذي يضع طموحات إسبانيا على المحك
أشار التقرير إلى أن المغرب عزز منظومته العسكرية بالعديد من المقتنيات النوعية من قبل مقاتلات أمريكية من قبل F16 وأخرى بدون طيار وكذا دبابات ومدرعات قوية فضلا عن بطارية صاروخية دفاعية قوية وقطع بحرية متطورة، محيلا على أن هذه الخلطة تنسجم مع الاعتراف الأمريكي بما يمنح المملكة زخما من الفوائد الاقتصادية والدبلوماسية تعزز مكانة المغرب في المنتظم الدولي ككل.
وألمح تقرير معهد الأمن والثقافة إلى أن المغرب عزز موقعه الدبلوماسي في مواجهة دول من الاتحاد الأوربي الذي يحرص على الاستمرار في التعامل مع المملكة، وأن المملكة بعدما أحست نفسها مدعومة أمريكيا فإنها لم تتردد في إثارة مطلبها "الكلاسيكي" المتمثل في استرجاع ثغري "سبتة" و"مليلية" المحتلين.
أيضا، المغرب لم ينس أن يُواكِب حركيته الدبلوماسية بنَفَسٍ اقتصادي يقوي من ريادة المملكة في إفريقيا، بعدما أنجز مشاريع بنى تحتية متميزة مثلما حدث حينما اصبح ميناء طنجة المتوسط منصة عالمية تمرر السلع التي تصلها بكل سلاسة نحو قلب إفريقيا مرورا عبر معبر الكركرات وحتى دكار ومن ثمة إلى باقي القارة السمراء.
ولم يفت محرري التقرير الإشارة إلى أن المغرب يلعب عدة أوراق تجعل منه رقما صعبا إقليميا وإفريقيا مثلما يُستشفُّ من مشروع إنجاز أنبوب خط الغاز الرابط بين المملكة ونيجيريا بما يكسر احتكار الجزائر للغاز الذي تصدره نحو القارة العجوز.
واعتبر التقرير أن العوامل التي جرى التطرق إليها تفضي إلى تسجيل عدم استقرار استراتيجي يمكن حصره في المديين القصير والمتوسط، لكنه يرمي بتبعاته على إسبانيا على المدى البعيد بحيث تشكل المملكة تحديا للقوة العسكرية الإسبانية.
فضلا عن ذلك يرى التقرير أن المغرب قادر على أن يقضي على آمال إسبانيا الاقتصادية عبر سحب البساط من موانيء مثل الجزيرة الخضراء وبرشلونة وبلنسية، التي تنحني طواعية أمام ميناء طنجة المتوسط، بما يجعل طموحات إسبانيا الإقليمية على المحك أمام الرقم الأصعب في المعادلة وهو المغرب.