الماكينات الانتخابية بالمغرب

الكاتب : الجريدة24

13 مايو 2021 - 04:00
الخط :

آخر انتخابات جماعية عرفها المغرب عرفت سيطرة كبيرة لما سمي ساعتها بالوافد الجديد حزب الأصالة والمعاصرة التي حاز فيها على ما مجموعه  6015 مقعدا من أصل 27795  مقعدا المتنافس عليها خاصة في المناطق القروية.

غالبية الفائزين من هذا الحزب هم أعضاء سابقين بأحزاب أخرى ومتمرسين على خوض الانتخابات أو ما يصطلح عليهم "بالضامات الانتخابية".

تفسير النتيجة التي حصل عليها حزب الأصالة والمعاصرة الذي زحزح حزب الاستقلال عن المرتبة الأولى التي ظل يحتلها على مدار عقود من الاستحقاقات الانتخابية باعتباره أكبر حزب مغربي متمرس على خوض الانتخابات الجماعية، يعود بالدرجة الأولى إلى اعتماده على عناصر متمرسة على الانتخابات تم استقطابها من داخل الأحزاب التي كانوا ينتمون إليها.

و بالرجوع إلى النتائج التفصيلية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية عقب انتخابات 2009 ، ومقارنتها بنتائج الانتخابات الجماعية لـ 2003 يتضح أن عدد من المقاعد التي كانت تحصل عليها عدد من الأحزاب التي انصهرت في حزب الأصالة والمعاصرة، قد آلت إلى هذا الأخير. بمعنى أخر فالوافد الجديد لم يضف إلى "حظيرة" المستشارين الجماعيين أي عنصر جديد، فقط قام بعميلة تجميع ما تفرق لدى أحزاب صغيرة تم ضمها إليه.

وبالتالي فـ"الماكينة" الانتخابية لهذا الحزب قامت على أساس استقطاب المتمرسين على خوض الانتخابات.

بالنبسة لحزب العدالة والتنمية الذي كانت أول مشاركة مباشرة له في الانتخابات الجماعية سنة 2003 وكان مضطرا ساعتها تحت ضغط احداث 16 ماي الا يغطي سوى ثلث المقاعد المتنافس عليها فالنتائج التي حصل عليها كانت في ازدياد مضطر  فبعد ان كان يحتل الرتبة الحادية عشرة انتقل إلى الرتبة السادسة. بمعنى أنه انتقل إلى خمس درجات نحو مقدمة الترتيب. تضاعفت عدد ترشيحات الحزب من 4268 مرشح إلى 9161 مرشح.و بعد أن كان الحزب قد حصل على 593مقعد.ضاعف هذا العدد في 2009 إلى 3 مرات إذ أصبح بحوزته 1552مقعدا.وهو ما جعله يحتل المرتبة السادسة.و ب5.5% من النسبة الانتخابية العامة.

تقدم البيجيدي كان على مستوى المدن والحواضر الكبرى المعتمدة على نظام المقاطعات والتصويت باللائحة، تمكن من تعزيز تواجده في الجماعات التي كان يشرف على تسييرها بناء على نتائج 2003، مما جعله يحتفظ بنفس تواجده وتعزيزه في العديد من الأحيان بإضافته لمقاعد إضافية جديد معززة لرصيده السابق.

الماكينة الانتخابية للبيجيدي تعاني من ضعف شديد على مستوى الجماعات القروية فهو لم يحصل سوى على 653 مقعدا على مستوى هذه الدوائر ذلك أن الحزب الذي يليه في الترتيب الاتحاد الدستوري حصل على 918 مقعدا.

بالنسبة لحزب الاستقلال فهو يعد اكبر حزب مغربي متمرس على خوض غمار الانتخابات الجماعية فهو ظل على مدار عقود يتصدر نتائجها وحتى انتخابات 2009 فقد تفوق على حزب الأصالة والمعاصرة في المدار الحضري حيث حصل على 1123 مقعدا بينما حصل البام على 1041 مقعدا ولم يكتسح هذه الانتخابات إلا بفضل البوادي حيث حصل فيها 4886 مقعدا بينما حصل الاستقلال على 4173 مقعدا.

وتبقى أفضل نتيجة حققتها "الماكينة" الانتخابية لحزب الاتحاد الاشتراكي الحليف الاستراتيجي للاستقلال هي المرتبة الرابعة التي احتلتها في جماعيات 2009 وذلك بفضل تواجد الحزب في الحكومة حيث حصل الحزب على 3229 مقعدا منها 2527 في الجماعات القروية بينما لم يحصل في المادر الحضري الا على 702 مقعدا.

آخر الأخبار