بودن: المغرب من الصعب أن يعترض على أخذ فرنسا المبادرة من أجل حلحلة الأزمة بين مدريد والرباط

أظهرت التصريحات الأخيرة للوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، عزم فرنسا على إنهاء الأزمة الدبلوماسية الحالية بين المغرب وإسبانيا، وذلك في ظل تشبت المملكة بضرورة عرض زعيم ميليشيات “البوليساريو” المدعو إبراهيم غالي على العدالة بمدريد، وعدم السماح له بمغادرة تراب الجارة الشمالية دون معاقبته على الجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبها في حق مجموعة من المواطنين.
وفي هذا الصدد قال محمد بودن، المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، إن فرنسا لها مكانة مهمة في المجموعة الأوروبية وطبعا دولة ذات حضور مؤثر داخل المنتظم الدولي، وتتمتع بعلاقات متميزة مع البلدين، ومن هذا المنطلق فإن فرنسا مرشحة أكثر من غيرها بالقيام بدور الوساطة والحفاظ على هذه الشراكة.
وأكد بودن، أن فرنسا ستكون حريصة على الاعتراف بالجهود المغربية في أكثر من ملف خاصة في مجال الشراكة الاقتصادية والتعاون الأمني وفي مسألة الهجرة، ومن هذه المنطلقات فإنها من الممكن أن تقوم بدور الوساطة، إذا طلب منها ذلك فإنها قد تبادر بالأمر، بعدما ظهرت مجموعة من الإشارات من طرف مسؤولين حكوميين فرنسيين في تصريحاتهم الأخيرة تحمل نظرة إيجابية بالرغم أنه تتضمن مواقف قد لا تجعلها تمسك بالعصا من الوسط، ولكنها من ناحية العلاقة مع المغرب فهي جيدة.
وأضاف الخبير في العلاقات الدولية، أن المغرب من الصعب أن يعترض على أخذ فرنسا المبادرة من أجل حلحلة الأزمة، ولكنه له موقف واضح بضرورة تقديم إسبانيا لأجوبة واضحة، بخصوص ما وقع مؤخرا، بعد استقبال زعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي بهوية مزورة وهذا يتعارض مه المبادئ والمواثيق الدولية، وتصرف لا ينسجم مع قيمة الشراكة وحسن الجوار، وكذلك يعد سلوك استفزازي تجاه الاتحاد الأوروبي بعد عدم إخبارها.
وبخصوص تواطؤ إسبانيا مع الجزائر، وهل ستقف فرنسا وراء فضح تسلل الانفصالي إبراهيم غالي إلى أراضي مدريد، أبرز محمد بودن، أن مسؤولية الجزائر ثابتة بعد تسليم زعيم البوليساريو لهوية مزورة يحمل اسم محمد بن بطوش، وتورط كذلك أربع جنرالات جزائرية في الموضوع، وفيما يتعلق بالدور الفرنسي، فإنه هناك متابعة عميقة بالأمر من جميع الجوانب، والأيام المقبلة قد تظهر مجموعة من المعطيات الجديدة، إذ تهدف فرنسا إنهاء الأزمة الدبلوماسية الحالية بين المملكة والجارة الشمالية إسبانيا.
وأوضح المتحدث ذاته، أنه بين المغرب وإسبانيا هناك نقاط خلاف وتحديات واضحة، من بينها الموقف الإسباني المتذبذب فيما يخص ملف الصحراء المغربية، وكذلك ملف الهجرة بعد مساهمة إسبانيا بشكل كبير في معالجة أسبابها، بالإضافة إلى مجموعة من التحديات يمكن وصفها بالملفات النائمة كموضوع سبتة ومليلية، وأيضا المسالة المتعلقة بتحديد الحدود البحرية، مشددا على أنه يجب تجاوز الأزمات بكون أن إسبانيا والمغرب بحاجة إلى بعضهما بالرغم أنه من الناحية الأمنية، فإن إسبانيا أكثر حاجة للمغرب، بكون أن المخاطر والتهديدات كلها ترغب في عبور المتوسط نحو الشمال.