شقير: المغرب كشف بالملموس مواقف إسبانيا المتناقضة وأبرز حرصه الدائم على الوضوح والتضامن والتعاون مع مدريد

أماطت تصريحات وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج اللثام عن الأسباب الحقيقية وراء الأزمة المغربية الإسبانية، والتي تتجاوز في أساسها قضية زعيم ميليشيات "البوليساريو" المدعو إبراهيم غالي، وتعود في جوهرها إلى مسألة دوافع خفية لإسبانيا معادية لقضية الصحراء المغربية.
وفي هذا الإطار، قال الأستاذ في العلوم السياسية، والخبير في العلاقات الدولية، محمد شقير، في تصريح للجريدة 24، إن البلاغ الصادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، يأتي عشية مثول زعيم البوليساريو إبراهيم غالي أمام القضاء الإسباني، مبرزا أن الأزمة “غير مرتبطة باعتقال شخص أو عدم اعتقاله”، بل هي تتجاوز ذلك.
وأضاف شقير، بأن جوهر الأزمة راجع فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، وهي قضية مقدسة عند المغاربة قاطبة، مشيرا إلى أنه في خضم الأزمة الكاتالونية، كانت إسبانيا دائما قادرة على الاعتماد على المغرب، حيث قامت الأخيرة بمنع دخول الانفصاليين الكتالونيين إلى المغرب وقطع العلاقات معهم، عكس ما يقع حاليا بالنسبة لإسبانيا التي أصبحت متناقضة في مواقفها، وهو ما أدى إلى اشعال فتيل الأزمة بين البلدين وانعدام الثقة بينهما.
وأكد ذات المتحدث، أن التعامل بين البلدين غير متساوي خاصة من طرف إسبانيا، بكون أن المملكة كان تحرص دائما على التضامن والوضوح معها ومكافحة الهجرة والتهريب بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي، إذ أنه خلال عام 2008، عندما كانت إسبانيا في خضم أزمة اقتصادية، قامت المملكة بحكم الجوار بفتح ذراعيها ومنح استثناءات لرجال الأعمال والتأشير على تثبيت العمال الإسبان الذين لجؤوا إلى المملكة في سياق الأزمة الاقتصادية آنذاك، مشيرا إلى أنه بالرغم مما قامت به المملكة من تضامن، فإن إسبانيا لجأت إلى أسلوب الغدر والضرب في الظهر وتشجيع الجبهة الانفصالية والتعامل مع الخصوم بخصوص قضية الصحراء المغربية.
وبخصوص تركيز الخطاب على إظهار عيوب وأطماع وازدواجية المعايير لدى بعض الفئة من الإسبان، وهل الرباط وضعت تحديدا واضحا لخانة أعداء القضية الوطنية، أوضح محمد شقير أن البلاغ يميز بين التعاون مع الشعب الإسباني وبعض الأوساط السياسية والعسكرية التي ما زالت تحترم وتقدر الشراكة الاستراتيجية بين الجارين ومن يكن العداء للمغرب، وفي الوقت نفسه ينتقد بعض التوجهات لمدريد بأوساط معينة التي تتخذ من القضية الوطنية إما وسيلة تجاذب انتخابي أو أداة استعداء للمغرب.