الوردي: الجيش الإسباني غير راضٍ على سياسة مدريد تجاه المغرب

مازالت قضية زعيم ميليشيات “البوليساريو” المدعو إبراهيم غالي، بهوية مزورة إلى إسبانيا، تثير تساؤلات الرأي العام الوطني حول الأسباب التي دفعت مدريد للتكتم على ذلك ودفعها بمبررات غير مفهومة، وكذا رفض قاضي التحقيق الإسباني فرض إجراءات احترازية ضده، خاصة من ناحية سحب جواز سفره أو سجنه احتياطيا، واكتفائه بتحديد عنوانه فقط، بكون أن هذا الأمر قد يجعل الجارة الشمالية الخاسر الأكبر بحكم أنها أكثر حاجة للمغرب.
وفي هذا الإطار، قال عباس الوردي أستاذ القانون العام في تصريح للجريدة 24، أن القضاء الإسباني في إطار مواجهة المزعوم إبراهيم غالي زعيم البوليساريو، قد حدد مجموعة من الأليات التي يعتمدها القضاء، من أجل متابعة هذا النوع من المجرمين، وبالتالي بعد جلسة الاستماع رفض قاضي التحقيق الإسباني فرض إجراءات احترازية ضد غالي، بعدم سحب جواز سفره أو سجنه احتياطيا، واكتفائه بتحديد عنوانه فقط وعدم السماح له بالسفر خارج إسبانيا، وهذا الأمر تكرس بعد منع طائرة جزائرية توجهت صباح اليوم إلى إسبانيا، وبالضبط إلى مطار لوغرونيو، المدينة التي يتواجه فيها ابن بطوش لنقله إلى خارج البلاد.
وأكد الوردي، أن اسبانيا كانت على شفا حفرة أن تقع في الخطأ وبالتالي استدركت هذا الامر عبر منع الطائرة الجزائرية من الحلول إلى إسبانيا وهذه المؤشرات تدل على أخذ والرد التي تتسم بها أولا الديبلوماسية الإسبانية وكذلك حالة المعارضة التي تتسم بها الجيش الإسباني بالإضافة إلى الحكومة الإسبانية وبالتالي فإن الجيش هو من منع دخول الطائرة الجزائرية.
وأضاف ذات المتحدث، أنه هناك الحديث الأن عن علاقات متشنجة بين الجيش والحكومة وهناك كذلك إشارة تنم عن تزايد تعميق الأزمة بين المغرب وإسبانيا في حال تم السماح في مغادرة إبراهيم غالي خارج البلاد، وبالتالي فإنه من الممكن أن تتطور الأمور في حال تم هذا الفعل وأن تؤدي إلى خلق فتور في العلاقات المغربية الإسبانية، والخاسر الأكبر ستكون إسبانيا بكون أن المقارنة في حجم الواردات الإسبانية الموجهة إلى المملكة لا يمكن أن تقارن بما يصدر المغرب نحو إسبانيا، أما المفارقة الثانية، فإنها ستخسر الشيء الكثير فيما يتعلق بالجحافل العريضة بالنسبة للجريمة غير المنظمة أو العابرة للقارات، والمسألة الثالثة أنها ستكون مجبرة إلى البحث عن شركاء استراتيجيين بعيدين عن إقليمها، وعن موقع المغرب الذي يتميز بالقرب.
وأبرز أستاذ القانون العام، أن النقطة الرابعة هو أن المغرب كما عهدنا فيه يزيد بالمطالبة بحجيته أولا في قضيته الوطنية الأولى/ وكذلك فيما يتعلق باسترجاع سبتة ومليلية، وغيرها التي مازالت تحتلها إسبانيا إلى يومنا هذا.
وبخصوص مسألة قطع العلاقات بين البلدين، أوضح عباس الوردي، أنه مشروط بتطور هذه القضية ونحن لا نعتقد أن اسبانيا ستقع في هذا الخطأ، بكون أن تدخل الجيش الإسباني حفظ ماء وجه الحكومة الإسبانية، بعد منع الطائرة الجزائرية إلى مطار لوغرونيو، المدينة التي يتواجه فيها غالي لنقله إلى خارج البلاد، وهذا ما يوضح أن اسبانيا ستقوم بالفعل بمحاكمة زعيم البوليساريو، وإصلاح ما طلته صورتها أمام المنتظم الدولي.