شقير: التحالف المترجم اليوم بين المغرب وأمريكا على أرض الواقع أغاظ بعض الدول وعلى رأسها إسبانيا

عمدت إسبانيا خلال الأيام الماضية، على الترويج لرواية مفادها أنها انسحبت من الدورة الـ21 لمناورات الأسد الإفريقي التي ستحتضنها المغرب بداية من الأسبوع المقبل، لأن ميزانيتها لا تسمح بذلك، وهي حجة لا يصدق عاقل في ظل ما وقع مؤخرا من أزمة بين مدريد والرباط.
وفي هذا الإطار، قال الأستاذ في العلوم السياسية، والخبير في العلاقات الدولية، محمد شقير، في تصريح للجريدة 24، إن الأزمة التي خلقتها الجارة الشمالية مع المغرب منذ متم أبريل الماضي والتي لا تزال فصولها مستمرة، عقب استقبالها للانفصالي إبراهيم غالي بإحدى مستشفياتها بهوية مزورة والسماح له بالمغادرة بدون الحكم عليه، وكذا عدم اعتراف مدريد بمغربية الصحراء، هي من بين الأسباب التي جعلت إسبانيا ترفض المشاركة.
وأضاف شقير، أن المسألة تتعلق أيضا بالتحالف العسكري الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة، وهي تحمل إشارة واضحة على وقوف أمريكا إلى جانب المملكة ودعمها لقضية الوحدة الترابية، وهذا ما زرع حالة من القلق أصبح ينتاب نفسية إسبانيا.
وأكد المحلل السياسي، أنه قد ظهر هذا التخوف أيضا خلال المناورات البحرية الأمريكية المغربية التي جرت الصيف الماضي بالقرب من جزر الكناري، واعتبرتها الحكومة الإسبانية محاولة من المغرب للضغط عليها.
وأبرز المتحدث ذاته، أن مشاركة الجيش الأمريكي في مناورات “الأسد الإفريقي” يعد مكسبا حقيقيا للمملكة، مشيرا إلى أن هذه النسخة، تختلف عن باقي النسخ السابقة، وتحمل إشارة واضحة على استمرار وقوف أمريكا إلى جانب المغرب ودعمه للوحدة الترابية.
تجدر الإشارة أن التدريبات المغربية الأمريكية المشتركة “الأسد الإفريقي 2021”، ستقام في الفترة من 7 إلى 18 يونيو 2021 بمناطق أكادير، تيفنيت، طانطان، المحبس، تافراوت، بن جرير والقنيطرة، بمشاركة الآلاف من الجيوش متعددة الجنسيات وعدد كبير جدا من المعدات البرية والجوية والبحرية.
ستشهد النسخة السابعة عشرة من هذا التمرين مشاركة بريطانيا والبرازيل وكندا وتونس والسنغال وهولندا وإيطاليا، فضلا عن الحلف الأطلسي ومراقبين عسكريين من حوالي ثلاثين دولة تمثل إفريقيا وأوروبا وأمريكا.