السباعي: استثناء الأراضي الإسبانية من "مرحبا 2021" هو ثمن اقتصادي للخطأ السياسي والأزمة أكبر مما هو ديبلوماسي

الكاتب : انس شريد

08 يونيو 2021 - 10:30
الخط :

مع اعتماد المغرب في عملية "مرحبا 2021" لاستقبال الجالية المغربية على نفس نقاط العبور البحرية للسنة الماضية، والمتمثلة في مينائي جنوة الإيطالي وسيت الفرنسية، وبالتالي استثناء الأراضي والموانئ الإسبانية، والذي سيؤثر سلبا على اقتصاد مدريد ويجعلها تتكبد خسائر وخيمة، تطرح عديد التساؤلات على دلالات ودوافع هذه الخطوة والتحديات المطروحة، والأهداف الممكنة تحقيقها بعيدا عن الأزمة الواقعة بين المملكة وجارتها الشمالية.

وفي هذا الإطار قال الحسين بكار السباعي محام وباحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان في تصريح للجريدة 24، أنه بعد استحضارنا للأزمة الديبلوماسية مع الجارة الشمالية إسبانيا يمكن القول أن المغرب بين للعالم، أن مكانته الإقليمية أكبر من حسابات جيراننا، وأنه يراهن على أكثر من واجهة، ولا يقتصر في استراتيجيته في دول ذي الوجهين.

وأضاف بكار السباعي، أن استثناء الأراضي الإسبانية ليس استثناء لمغاربة العالم المقيمين فيها وإنما هو كيل بمكيالين وأن الخطأ السياسي للإسباني ستدفع ثمنه اقتصاديا، وهو ما يؤكد فرضية أن المغرب أضحى اليوم يقف ندا للند في وجه من يحاول المساس بمقدساته الثابتة.

ويخصوص مسألة الأزمة بين الرباط ومدريد هي من جعلت المغرب يفكر ببراغماتية أكبر في تحقيق أهدافه، أكد ذات المتحدث، أنه هناك من يتصور بخصوص ما وقع أن الخاسر هو المغرب والعكس صحيح، واليوم يمكن ان نؤكد أن الازمة أكبر من أزمة ديبلوماسية وإنما فتحت على مستويات اخرى أخرى من بينها الاقتصاد، فهي إذن حلقة أخرى تنضاف لأبعاد تبعات استقبال مدريد لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي تحث هوية مزورة وهي بن بطوش، وبرهان من المغرب أنه لا يراهن على ود اسبانيا ولكن موقف صريح من مدريد تستحضر فيه طهارة قضيتنا الوطنية وإنصاف ضحايا ابراهيم غالي.

وأشار المتحدث ذاته، ان الموقف المغربي يؤكد وقوفه إلى جانب ضحايا قضيتنا الوطنية وأن المجال المغربي والمواطن المغربي أكبر من عملة صعبة وأن الصعب في المعادلة هو المواطن المغربي والقضية الوطنية.

وأبرز باحث في الإعلام والهجرة، أنه لم يكن للموقف المغربي أن يصدر دون حسابات دقيقة من قبل القائمين على عملية مرحبا، حيث يمكن للمغاربة الولوج إلى التراب الوطني عبر رحلات جوية قادمة من دول اوربية مجاورة وحتى من ميناء جنوة بإيطاليا أو فرنسا، الأمر الذي يعني أن المغرب فتح لمواطنيه القادمين من أوروبا منافذ للعودة لأرض الوطن، وإن كانت بتكلفة من المحتمل أن تكون مرتفعة فإنه الأرباح المجنية من عملية مرحبا من الأفضل أن تعود لدول صديقة بدل جيران، اصطفوا لجانب مجرمي حرب ولم يلتزموا بإتفاقيات تعاون أمنى.

وتابع بكار السباعي، أن ما قامت به المملكة لن يقلص من أعداد مغاربة العالم الوافدين، والأمر راجع كما قلنا سابقا ان المغرب لم يراهن على المجال الإسباني، وإنما على مجالات أخرى ليست بالبعيدة، إذ أن هنا حرية للمسافرين من التنقل داخل فضاء شنغن.

وخلص السباعي في ختام تصريحه للجريدة 24 ، أنه يجب تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية، مع استحضار أن المغرب لم يمنع دخول المغاربة بقدر ما وضع حدا لممارسات حربائية للجارة الشمالية.

آخر الأخبار