لزرق: تقدم إسبانيا بمسودة قرار للبرلمان الأوربي تدين المغرب عرى على ضعف حكومة مدريد وللمملكة أوراق عديدة للرد

الكاتب : انس شريد

09 يونيو 2021 - 11:00
الخط :

في انتظار ما سيسفر عنه التصويت داخل أروقة برلمان الاتحاد الأوروبي، يوم غد الخميس، عن مسودة القرار الذي طرحته مجموعة من الأحزاب الإسبانية من أجل زعزعة الشراكة وإحداث الوقيعة بين المغرب وباقي الدول الأعضاء بالمنظمة الأوروبية.

ويسعى المحسوبين على مدريد داخل برلمان الاتحاد الأوروبي وراء إدانة المملكة وتحميلها مسؤولية ما يقع في إطار الأزمة الحالية مع الجار الشمالية، إضافة لاعتبار مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين حدودا أوروبية، بل الأدهى من ذلك محاولة إلزام باقي الدول الأعضاء في المنظمة بعدم الاعتراف بمغربية الصحراء وإنهاء مواقفهم الجامدة في هذا الباب.

وفي هذا الإطار قال رشيد لزرق، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدستوري، في تصريح للجريدة 24، إن هذه المسودة هي مقياس للمغرب داخل الهياكل الأوروبية، والمملكة لا يجب أن تسقط في فخ إسبانيا من خلال تدخلاتها وأنه لا زالت هناك أسئلة كبرى للحكومة الإسبانية وهي مدعوة للإجابة عليها، والاستقواء بالاتحاد الأوروبي ما هو إلا دليل على ضعفها وارتباكها، وبالتالي فإن التوصية التي سيخرج بها الاتحاد الأوروبي، ستظهر لنا حجم المغرب داخل الهياكل الأوروبية، خاصة أن المملكة لديها عدد من الدول تدعمها.

وأضاف لزرق، أن حاجة إسبانيا للمغرب أكثر من حاجة الرباط لمدريد، والدليل على ذلك كون أن ما وقع عرى على ضعف الحكومة والقضاء الاسباني وجوهر النظام الديمقراطي للأخيرة، أما المغرب فيوجد في موقف قوة أمام الرأي العام الدولي، مشيرا إلى أن المملكة لا زالت لديها العديد من الأوراق، بكونها نوعت من شركائها الاستراتيجيين بإفريقيا وباقي القارات، وكذا تنظيم آخر لقاء بين ناصر بوريطة ونظيره التركي، وبالتالي فإن هناك إشارات لوجود تحالف متوسطي، لذا فإن العقلاء في إسبانيا لا زالوا يضغطون للتفاوض مع المغرب وإنهاء الأزمة التي تسبب فيها الجار الشمالي. وأكد الخبير في العلاقات الدولية، أن المملكة لن تقبل التفاوض مع إسبانيا إلا بالجواب على سؤال واحد، ألا وهو هل إسبانيا بلد عدو أو صديق، فإذا كانت عدوا فلتتحمل المعاملة بالمثل، أو إذا كانت صديقة، يجب أن تحرص على احترام وحماية المصالح الاستراتيجية للمغرب.

وبخصوص كيف يقرأ إقدام أحزاب إسبانية على طرح مسودة قرار يوم غد الخميس على أنظار البرلمان الأوروبي، أبرز لزرق أن إسبانيا توصيات غير متجانسة، إذ نرى أن هناك أحزاب يمينية متطرفة وأخرى محافظة وكذا اشتراكية داخل الحكومة الإسبانية، يضاف له وجود رأي عام إسباني سياسي غير موحد، وهذا يدل على حدوث ارتباك حقيقي داخل بنية النظام السياسي بمدريد.

وتابع ذات المتحدث، أن المغرب كان بإمكانه أن ينهج الأسلوب الديبلوماسي الكلاسيكي، لكن البلاغات التي أصدرها المغرب هي موجهة إلى الرأي العام الإسباني والأوروبي والعالمي، وهو ما يظهر أن موقف المملكة يعتبر قويا فيما يخص الشرعية الدولية لمطالبه، وذلك وفق ما تمليه الأعراف الديبلوماسية، وبالنسبة إلى إسبانيا فطرحها ضعيف في هذه القضية، والمملكة هي الرابح فإذا قمنا بمقارنة الأزمات السابقة، وكيف كانت تتعامل إسبانيا مع المملكة والأزمة الحالية يدل على أننا يجب أن نفتخر بالمغرب الذي أصبح قوة إقليمية صاعدة لا يمكن لأي قوة دولية أن تتجاهلها.

وذكر رشيد لزرق، باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالصحراء المغربية، التي هي بعيدة عن المملكة جغرافيا، وليست لها أية مصالح عكس الاتحاد الأوروبي، الذي لديه عدة مصالح استراتيجية مع المغرب، وكان عليه أن يكون أولى بالدفاع على قضية الصحراء، مبرزا أن الشراكة التي تربط بين المملكة والاتحاد الأوروبي، يجب أن تجعل كل طرف يدافع عن الآخر فيما يهم مصالحه وقضاياه الكبرى، وأن إسبانيا ما زالت لديها عقلية استعمارية، ولم تستوعب بعد أن المغرب أصبح قوة اقتصادية إقليمية.

وفيما يخص عودة القاصرين غير المرفوقين ودخول إسبانيا على الخط، أشار المتحدث ذاته إلى أن هذه الورقة تلعب بها المغرب من أجل حماية حقوق الطفل، وأن القاصرين لا يمكنهم أن يأتوا كمهاجرين بكونهم في الأول يجب عليهم أن يثبتوا أنهم مغاربة، وأغلبهم يخفون هويتهم الحقيقية، موضحا أن السلطات الإسبانية ما تقوم به من معاملة لا إنسانية تجاه القاصرين المغاربة يعد خرق لحقوق الطفل.

آخر الأخبار