محلل سياسي: عودة العلاقات بين المغرب وإسبانيا لطبيعتها يتطلب من مدريد فتح وتسوية مختلف الملفات العالقة بين البلدين

في خضم الأزمة الواقعة بين مدريد، عرفت الأيام الماضية تصاعد مطالب مجموعة من الفاعلين السياسيين والمجتمع المدني بضرورة استعادة مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين من طرف إسبانيا، وعودتهما للسيادة المغربية من جديد.

وفي هذا الإطار قال محمد بودن، المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، في تصريح للجريدة 24، إن التوقيت دائما مهم لما يتعلق الأمر بالحقوق السيادية للمملكة في سبتة ومليلية المحتلتين، بكون أنه بمنطق التاريخ و الجغرافيا فالمدينتين مغربيتين، ولذلك فسيادة الخطاب المطالب بالمدينتين المحتلتين من طرف الأحزاب السياسية والمجتمع المدني مسألة مطلوبة ليس فقط في زمن الازمات مع اسبانيا بل ينبغي، أن تصبح معطى مطبوع بالديمومة في الفكر الحزبي والمدني.

وأكد بودن، أن العلاقات المغربية الإسبانية تشهد وضعا مغلقا اليوم واستئنافها بالوثيرة المعتادة يتطلب تدابير ثقة ضرورية، وإذا أرادت إسبانيا الاستفادة من ثمار التعاون والشراكة مع المغرب فيمكنها ذلك بفتح مختلف الملفات، مضيفا أن موقف إسبانيا من الصحراء المغربية وقضايا الشراكة الاقتصادية والتعاون الأمني بمشمولاته والحدود البحرية وسبتة ومليلية هي الملفات البارزة في جدول اعمال العلاقات الثنائية.

وتابع المحلل السياسي، أنه بالنسبة لملف سبتة ومليلية، يمكن أن يخرج من وضعه المؤجل إلى أروقة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.

وأبرز المتحدث ذاته، أنه يمكن في المستقبل إيجاد حل يجعل من المدينتين مستعمرتين غير رسميتين لإسبانيا، وتدبير هذا الوضع بسيادة مشتركة أو الاتفاق على صيغة درجة عالية من الحكم الذاتي، ثم انتقال السيادة إلى المغرب ضمن أمد زمني محدد.