حرب الاتهامات بتزوير الانتخابات وتهديد الاستقرار تندلع بالجزائر

قبيل الاعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة التي شهدتها الجارة الشرقية للمملكة المغربية، بدأت حرب الاتهامات بين الأحزاب السياسية وهيئة "السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات الجزائرية"، التي تدير عملية الانتخابات بالبلاد.
وأعلن حزب "حركة مجتمع السلم" الاسلامي بالجزائر، بأنه تصدر نتائج الانتخابات في أغلب الولايات الجزائرية وكذلك في الدوائر الانتخابية الخاصة بالجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، محذرة من تزوير هذه النتائج.
وحذرت "حركة مجتمع السلم" من "المحاولات التي لا تزال جارية على نطاق واسع لتغيير النتائج وفق السلوكيات السابقة"، أي وفق العهد السابق، الذي كرسه نظام عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان يواجه اتهامات كل انتخبات بأنه يتم تزوير نتائج هذا الأخير على نطاق واسع، دون الاكتراث لما يعلن عنه المراقبون المستقلون.
ونبهت الحركة إلى أن أي تغيير لنتائج الانتخابات، التي أهلنت أنها هي من تصدرتها، "ستكون عواقبها سيئة على البلاد ومستقبل العملية السياسية والانتخابية". ودعت رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى "حماية الإرادة الشعبية المعبر عنها فعليا وفق ما وعد به".
هذا البيان الصادر عن حركة مجتمع السلم الاسلامية، اعتبرتها "السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات الجزائرية"، الهيئة المشرفة على الانتخابات بالجزائر، بأنها تهديد لاستقرار البلاد ومحاولة لزرع الفوضى والتشكيك في النتائج التي سيتم الاعلان عنها، وهي إشارة مبطنة وضمنية من الهيئة على أنه تم حسم نتائج الانتخابات، وأنها لا تتضمن تصدر "حركة مجتمع السلم" لهذه النتائج.
وقالت "السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات الجزائرية"، إن "التصريحات والبيانات التي تصدر عن بعض الجهات التي ألفت إلى مثل هذه الممارسات، التي لا أساس لها من صدق أو مصداقية، تمس باتزام السلطة المستقلة ونزاهتها التي يشهد لها بالداخل والخارج، بالتصريح على أنها غير قادرة على صيانة وحماية أصوات الناخبين.
واعتبرت الهيئة أن بيان حركة مجتمع السلم، والذي يدعو رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لتحمل المسؤولية في حالة اعلان متصدر لنتائج الانتخابات غير الحركة المذكورة، يعد "تهديدا ووعيدا".
وأضافت "السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات الجزائرية" أن بيان حركة مجتمع السلم، الاسلامية، "يمس بأخلاق الدولة، وصون بناء الجمهورية الجديدة، ودعوة مبطنة إلى زرع الفوضى والتشكيك".
وختمت بيانها بالقول "نحن أهل أمانة وقادرون عليها أمام الله والشهداء والوطن والتاريخ، وبكل شفافية نعرضها أمام الشعب ليتبين الصادق عن المفتري"، في إشارة إلى أن حركة مجتمع السلم لم تتصدر نتائج الانتخابات، وإنما ما أعلنت عنه مجرد افتراء.