عائلات ضحايا معمل طنجة السري تطالب العثماني بكشف المستور

أعادت عائلات ضحايا فاجعة معمل طنجة، الذين قضوا غرقا في معمل سري للنسيج والألبسة، الملف إلي الواجهة بعد مراسلة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، للمرة الثانية، تطالبه بالتدخل وكشف المستور وتعويضهم عن فقدان ذويهم والبالغ عددهم 29 عاملا.
وبعثت العائلات برسالة، مفتوحة، إلى سعد الدين العثماني، تطالبه بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق وتحديد المسؤوليات بدقة في الفاجعة، بعدما اتهمت بعض المؤسسات الحكومية بأنها هي التي تتحمل المسؤولية كونها منحت الترخيص لصاحب معمل النسيج، رغم علمها بأن الفضاء لا يتوفر على شروط العمل ومعايير السلامة المعتمدة.
وتأتي مراسلة العائلات بعد شهرية من توجيه مرسلة إلى رئيس الحكومة "من أجل النظر في مطالبنا المشروعة والتدخل لدعمنا ماديا ومعنويا وانتشالنا من الأوضاع المأسوية التي نعيشها وإنشاء لجنة تحقيق مستقلة في الواقعة ومحاسبة المسئولين عن حدوثه"، حسب الرسالة.
وقالت الرسالة المفتوحة التي بعثت بها العائلات إلى رئيس الحكومة "حصلنا على عدد من المعلومات التي تثبت مسؤولية مؤسسات محلية تابعة لحكومتكم في حدوث هذه الفاجعة والمتمثلة في “الترخيص للسيد عادل البولايلي رب المعمل من السلطات المحلية تحت رقم 1019 بتاريخ 1502//2017 ليعمل بالمعمل الفاجعة الذي لا يتوفر فيه شروط السلامة والصحة، حيث يوجد السرداب الذي فقدنا فيه أفراد عائلاتنا بنفس العنوان الذي وقعت فيه الفاجعة والمعنون بتجزئة أنس 16 طريق الرباط".
وأوضح المصدر أن العائلات تتوفر حاليا على "وثائق ودراسات تفيد بأن هذا المعمل تم تشغيله لأزيد من 15 سنة من دون احترام قوانين الشغل وتوافد على تسييره عدد من أرباب العمل من شركات مختلفة، مما يدل على غياب المراقبة من طرف مفتشية الشغل ومفتشي الضمان الاجتماعي رغم ان فيلا المعمل توجد في حي حديث يتوافد عليه 150عاملة وعامل يوميا وليل نهار وعلى مرأى ومسمع السلطات".
وبعد مطالبة العثماني بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لتحديد المسؤوليات في هذه الفاجعة، نبهت عائلات الضحايا إلى أنها تطالب فضلا عن ذلك بالتعويض جراء ما حدث لذويهم الذين فقدوا في المعمل، كونهم كانوا المعيل لأسرهم المكلومة.
وأوضحت الرسالة أن عائلات الضحايا "يعيشون ظروفا مأساوية حقيقية مع من يصارع تدهور وضعه الصحي في غياب أي رعاية من طرف الدولة، ومن لا يجد قوته اليومي للعيش والحفاظ على الكرامة، ومن سيتعرض للإفراغ من مسكنه لعجزه عن أداء الكراء، وحالات العوز والفقر الصارخ التي لا تحتاج لأي شرح أو توصيف".