هكذا وضع العسكر عبد المجيد تبون في الجيب أمام الملأ

هشام رماح
عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري ليس غير دمية يلهو بها الجنرالات الهرِمون في بلاده، هكذا أوردت نشرة "Maghreb Intelligence" مشيرة إلى أن الرئيس الذي جيء به إلى قصر "المرادية" خلفا للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة خاضع خانع للمؤسسة العسكرية التي تتحكم فيه وفي تفاصيل حياته الصغيرة منها والكبيرة.
وإن كان عبد العزيز بوتفليقة مقعدا غير ذي قوة، فإن عبد المجيد تبون استسلم لمصيره حتى وهو يدعي أنه في كامل قواه، حيث انكشف في حفل ترقية عسكريين نظم يوم الأحد الماضي (4 يوليوز 2021) أن الرجل غير ذي حيلة أيضا بعدما بدا في صورة مسلوب الإرادة تحت أنظار الحكام الحقيقيين للجزائر.
وظهر عبد المجيد تبون، محاطا بكل من السعيد الشنقريحة، وزير الدفاع وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي والجنرال علي بن علي، رئيس الحرس الرئاسي، وقد شارك الثلاثة جميعا في ترقية 11 جنرالا جزائريا، وهي الصورة التي أفادت "Maghreb intelligence" بأنها تكشف فقدان الرئيس الجزائري لمفاتيح الحكم.
ووفق نفس المصدر فإن جهود عبد العزيز بوتفليقة، وتوافقاته حتى يكتسي نظام الحكم في الجزائر لبوسا مدنيا قد ذهبت سدى، إذ أن الجيش لم يعد يكلف نفسه حتى التواري من أجل تجميل صورته بل يخوض في شتى الأمور نهارا جهارا، فهو من يملك السلطة ولا يخفي ذلك بالمرة.
وقال قيادي عسكري سابق في الجيش الوطني الشعبي لـ"Maghreb Intelligence" إن "الجنرال السعيد الشنقريحة وشركاؤه صعدوا فوق ظهر عبد المجيد تبون ومعنون في إهانته امام الملأ".
في المقابل، وبعدما طوى العسكر عبد المجيد تبون ووضعوه في الجيب، يظل هم الجنرالات كيفية الانتصار في حرب الخديعة والوقيعة القائمة بينهم منذ زمن بعيد.
ومنذ الاستحقاقات التشريعية التي شهدت مشاركة باهتة من شعب فطن للعبة الجنرالات، أفاض الجنرال علي بن علي قائد الحرس الرئاسي كأس الخلاف بعدما رفض التقاعد عن عمر يناهز 87 عاما، رغم أن حالته معتلة، فيما لا يزال السعيد الشنقريحة متشبثا بلعب دور سلفه وعدوه السابق الجنرال القايد أحمد صالح وقد استطاب المنصب الذي كان يتمناه طويلا وحصل عليه بعد وفاة الأخير.
وينذر صراع الجنرالات بتفاقم الأوضاع في بلد ذو توافقات هشة، وتحت حكم أوهن من بيت العنكبوت، وهو ما يفوت على الجزائر فرصا كثيرة للحاق بالركب الذي تخلفت عنه وهي تنتظر هرولة جنرالات هرمة لا تستطيع حتى المشي لكن ألسنتها أمضى من الشفرة.