المغرب والشعب القبائلي بواقع "العتاب أسلوب قديم والمعاملة بالمثل أجمل"

الكاتب : الجريدة24

17 يوليو 2021 - 09:20
الخط :

هشام رماح

ضرب عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية في الأمم المتحدة فأوجع.. أوجع من طالت أعمارهم وساءت أعمالهم من الجنرالات بمعية أزلامهم، عندما لم يهضموا الانعطافة المغربية المباغتة بعد حِلم دام سنوات أمام من يريدون تمزيق رقعته الترابية.

وكفى السيد عمر هلال إثارته، خلال المناقشة الوزارية العامة في اجتماع حركة عدم الانحياز، الذي عقد بشكل افتراضي يومي 13 و 14 يوليوز  الجاري، رغبة الشعب القبائلي في الانعتاق من حكم العسكر ليدمي قلوبا متحجرة لم تكل ولم تمل يوما من حبك الدسائس خفية والمناداة علانية من أجل التفرقة بين المغاربة وتجزيء رقعة المملكة وقد ذاقوا بعضا مما ذاقه المغرب لعقود دون خجل أو وجل من مدعي الأخوة.

وبمنطق حلال علينا حرام عليكم أطلق النظام العسكري في الجزائر أبواقه لتملأ الدنيا زعيقا وتأوها من الضربة الموجعة التي وجهها إليهم السفير الممثل الدائم للمملكة في الأمم المتحدة حينما احتكم لمنطق الطغمة العسكرية وأبدى مؤازرة لمطالب الشعب القبائلي في الانفصال في مماثلة لموقف الجزائر الداعم لانفصاليي "بوليساريو".

وسيرا على خدمته للعسكر هب حفيظ دراجي، المعلق الرياضي ليستل أغبى التحليلات لينحي باللائمة على المغرب الذي لطالما صابر وكابر بجوار بلد يحكمه جنرالات لا يريدون به خيرا ويرمون لزعزعته واقتطاع أقاليمه الصحراوية من حوزته.

وأطلق الجنرالات حفيظ دراجي ومسعورا ضد المغرب وهو يستكثر عليه أن يعامل الجزائر بالمثل رغم أن خديم الجنرالات والشيوخ في الخليج لم يخف يوما سوءة دعمه للأطروحة الانفصالية التي يتبناها النظام الحاكم في بلده.. وأشباه دراجي الذين يحللون الميتة استرضاء للعسكر في الجزائر كثيرون.

لقد التزم المغرب طويلا ضبط النفس ولم يحشر أنفه يوما في شؤون البلدان المحيطة به أمثال الجزائر وإسبانيا رغم أنهما من زجاج ولا يتوانيان عن رشق المملكة بالحجارة يوما بعد يوم، فلا المغرب نادى بانفصال الكاتلان عن إسبانيا وموقفه المحايد سجله التاريخ حين انفجار الوضع في الضفة الشمالية المقابلة، ولا هو نادى يوما بالفرقة بين الشعب الجزائري رغم النداءات المتكررة التي رفعها الشعب القبائلي، لكن ما العمل إن طفح الكيل؟.

طفح الكيل من مراهنة الجزائر وإسبانيا على المروءة المغربية التي حالت دون إثارة هكذا أمور، بينما لا تكلان من جهتهما عن نسج المؤامرات ونفث الدعايات وابتداع الادعاءات في محاولة منهما النيل من المملكة وتمزيق جغرافيتها من أجل فك عقدة مغربية تجثم على حكام هذان الجاران.

وحسنا فعل المغرب الذي لا يُساوَم في وحدته وفي الدفاع عن مصالحه، وإسبانيا ذاقت وتجرعت كأس الهوان من المملكة حتى الثمالة وهي تحاول اللعب تحت الطاولة مع العسكر الجزائري ضدها، وهي نفس الكأس التي ارتشف منها الجنرالات بعضا منها ليجن جنونهم.. والقادم يعد بالكثير.

لكل هذا، فلنتأمل ما قاله المبدع تشارلي شابلن "العتاب أسلوب قديم، والمعاملة بالمثل أجمل".

آخر الأخبار