المغرب ودعم الشعب القبائلي.. "هاذي البداية ما زال ما زال"

الكاتب : الجريدة24

19 يوليو 2021 - 11:20
الخط :

هشام رماح

فرق كبير وشاسع في المعنى والسياق بين الرأي الذي أبداه صلاح الدين مزوار بشأن الحراك في الجارة الجزائر والذي كلفه منصبه على رأس الاتحاد العام لمقاولات المغرب وبين الرد المفحم لعمر هلال السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة.

فما الذي تغير وقد كانت وزارة الخارجية المغربية في أكتوبر 2019، وصفت ما بدر عن صلاح الدين مزوار رئيس الـ"باطرونا" آنذاك، حين تطرقه لما يقع من احتجاجات في الجزائر بـ"السلوك الأرعن"؟

ما تغير أن رقي المغرب وترفعه عن الخوض في شؤون الجيران لم يرض النظام العسكري الجزائري ولم يحتفظ بذكرى لهكذا نبل مغربي نجم عنه تقريع مسؤول كبير لأنه أراد الدلو بدلوه في ما يشجر في الجزائر.

ولأن دوام الحال من المحال، كان منتظرا تغير الموقف المغربي عاجلا أن آجلا فـ"كثرة الصبر تدبر" وليس الصبر غير فن إخفاء نفاذ الصبر، وهو أمر تحقق لدى المغرب منذ سنوات خلت لكنه ظل آملا في تغير الوضع وفي مراجعة حكام الجزائر لمواقفهم المناوئة للوحدة الترابية للمملكة.

المغرب أبدى دعمه للشعب القبائلي بالقلب واللسان وهذا أضر الجزائر وجعل الجنرالات ومعهم عبد المجيد تبون ورمطان لعمامرة المتخصص في معاداة المغرب يتقلبون في أماكنهم وقد جافى النوم عيونهم، فكيف إن انبرى المغرب لمساندة القبايليين بالصيغة التي تساند به الجزائر "بوليساريو" وهي تمدهم بالسلاح والعتاد لضرب جارتها الغربية في الخاصرة؟

وتغير الموقف المغرب من أقصى اليمين لأقصى الشمال، وحينما كان يركن لليمين لم يكن يثير في أنفس حاكمي الجزائر حسرة على ما يقترفونه في حقه بل كانوا يتلذذون وهم يرونه صامتا ظنا منهم أنه خواف رعديد والحال أنه يرثي لحال الإخوة الاعداء الذين يسومونه سوء المعاملة ويتقافزون هنا وهناك لحبك المؤامرات ضده.

الموقف المغرب جاء صادما للحكام الجزائريين لكنه تذكرة لهم بأنهم يملكون في الداخل ما يجعلهم أبعد من أن يقدموا الدروس المجانية للعالم وتزوير صورهم أنهم من حماة مبدأ تقرير المصير، فكيف يكون هذا الأمر حلال على "بوليساريو" ويكون حراما على الشعب القبايلي؟ وكيف يحق للجزائر أن تصدح عاليا بأنها مع تمزيق المغرب وتستكثر على المغرب حتى التضامن قلبا مع إخوته المضطهدين من العسكر وأقدم المستعمرين من بقايا محمد بوخروبة (بومدين) في إفريقيا؟

الأمور تغيرت ولم تعد كالسابق والأيام دول والدهر دوار ومن حاول قهر الحق قُهِر، أما القادم فهو ما يرعب النظام العسكري.. وما قام به المغرب ليس غير البداية.. وما زال ما زال.

آخر الأخبار