القصة الكاملة لـ "اللائحة المتحورة" للتجسس المزعوم

يبدو أن الجهة التي تقف وراء اللائحة المزعومة لأشخاص ادعوا استهداف أرقام هواتفهم للتجسس باستخدام برنامج "بيكاسوس" (Pegasus) الإسرائيلي، نسيت ان لعبتها القذرة يمكن أن تنكشف.
بداية قصة الحملة المغرضة التي تستهدف المغرب انطلقت، في نونبر 2019، عندما عمم 7 نشطاء غالبيتهم محسوبين على جماعة العدل الإحسان، وحقوقيين من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بيانا أعلنوا من خلاله أنهم أشعروا من طرف مسؤولي تطبيق "واتساب" وعن طريق تقرير منظمة العفو الدولية بتعرض هواتفهم للاستهداف بتطبيق للتجسس.
قبل ان يكتشف فيما بعد ان هؤلاء الأشخاص كانوا ضحية برامج خبيثة، أصيبت بها هواتفهم بسبب تصفحهم لمواقع إباحية.
أصحاب الحملة المغرضة انتظروا سنة بعد ذلك، وكانوا مضطرين لتغيير خطة استهداف المملكة، عبر إضافة اسم آخر للقائمة وهو الصحفي عمر الراضي، الذي تمت ادانته مؤخرا ب6 سنوات سجنا بتهمة الاغتصاب والتخابر.
المستهدفون اختاروا في حملتهم سنة 2020، منظمة العفو الدولية لتكون بوابة لتسويق مزاعم تجسس المغرب على شخصيات معارضة.
بطل قصة "أمنستي" هذه المرة لم يكن سوى عمر الراضي الذي كان ساعتها متابعا في قضية تخابر، حيث قام بتسليم هاتفه لفرع المنظمة بأوربا لإجراء فحص عليه، حيث زعمت المنظمة ان مختبرها التقني أكد تعرض هاتفه للاختراق بدون الكشف عن أي دليل.
لكن الغريب في هذه القصة أن الراضي رفض تسليم هاتفه للمنظمات المهنية المغربية لإجراء خبرة مضادة.
كما ان منظمة "امنستي" رفضت تقديم أدلتها للسلطات المغربية، بعد ان تورطت في فضيحة خلق ادعاءات كاذبة بكونها تواصلت مع جهات حكومية مغربية لأخذ رأياها قل نشر تقريرها، ليتضح فيما بعد أن الهدف كان هو استعمال اسم المنظمة لترويج مزاعم بكون المصالح الاستخباراتية المغربية تتجسس على المعارضين خارج إطار الضوابط القانونية.
اضطرت امنستي إلى التواري إلى الخلف، بعد ان انكشفت حقيقة اللعبة القذرة التي تنخرط فيها ، وان هناك جهة ما هي التي تروج لتلك المزاعم في حين ان دور المنظمة كان ينحصر فقط في ترديد ما يرد عليها.
سنة بعد ذلك وفي صيف 2021 وعلى موعد من أيام من جلسة النطق بالحكم على عمر الراضي، اختار مخرج سيناريو هذه السلسلة التشهيرية الموجهة ضد المملكة، أبواق إعلامية فرنسية وأخرى أمريكية، ومن خلفهم منظمة "قصص محرمة" (Forbidden Stories)، للنفخ في نفس اللائحة السابقة مع إضافة بعض البهارات.
حيث تفاجأ المطلعون على اللائحة الاسمية المخصصة للتجسس المعلوماتي المفترض بالمغرب بخضوعها لتحيينات مستمرة وتعديلات متواترة في أكثر من مناسبة، وكأن هناك جهة ما تقوم في الخفاء بتعديل وتحيين الأسماء وحذف بعضها حسب الشكايات والاتصالات والتبليغات والإخطارات التي ترد من أصحاب هذه الأسماء.
القائمة المنسوبة إلى المغرب تشمل، حسب منظمة " قصص محرمة" 10 الف رقم هاتفي، بما في ذلك 1000 رقم في فرنسا و3000 في المغرب و6000 في الجزائر، ورغم ذلك تمت إثارة اسم المغرب أكثر من فرنسا والجزائر.
الباحث اللبناني في علوم الحاسوب والتشفير التطبيقي نديم قبيسي، فضح الحملة المغرضة التي قادتها "أمنستي" ومنظمة "قصص محرمة" والائتلاف الاعلامي التابع لها في قضية الاختراق المزعوم للهواتف.
نديم قبيسي فجر قنبلة في وجه هؤلاء المدعين بكون أدلتهم ضعيفة للغاية، ونشر نديم سلسلة من التغريدات يشرح فيها السهولة التي يمكنه بها اختلاق أدلة قرصنة لبيغاسوس "في 30 ثانية".
وقال إن أدلة منظمة العفو و"القصص المحرمة" ضعيفة للغاية، لأنها تعتمد في الغالب على شهادات SSL / TLS البسيطة الموقعة ذاتيًا والتي يمكن لأي شخص إنتاجها وإدراجها في مجموعة البيانات.
من جانبها تحدثت كيم زيتر الخبيرة، والصحافية الاستقصائية الأمريكية، بدورها عن الصمت المشبوه المحيط ببيانات منظمة العفو والقصص المحرمة وتكشف أن "قصة NSO هذه تحظى باهتمام كبير صغار الجنون.
غطت كيم مجالات الأمن السيبراني والأمن القومي منذ عام 1999 والفت العديد من الكتب حول هذا الموضوع، حيث تقول في هذا الصدد"سيكون من الرائع أن توفر وسائل الإعلام التي تقف وراء هذه القصة مزيدًا من المعلومات حول كيفية التحقق من أن هذه كانت بالفعل قائمة بأهداف NSO أو الأهداف المحتملة، وليس قائمة لشيء آخر".