"الإسلاميون" وشهوة الخلود في السلطة.. كيف حولوا السياسة إلى دين وعقيدة؟

الكاتب : الجريدة24

28 يوليو 2021 - 12:00
الخط :

أكدت التجربة أن الانطباع الذي عبر عنه البعض لعقود بكون الإسلاميين إن وصلوا للسلطة فلن يتركوها، صحيح مائة بالمائة.

ما حدث من ردود فعل مؤخرا بتونس حول قرارات الرئيس قيس سعيد والمتمثلة في تجميد عمل البرلمان الذي تسيطر عليه النهضة الإسلامية، وإقالة الحكومة المتحكم فيها من قبل هذه الأخيرة، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ، بكون الإسلاميين، تفوقوا على نظرائهم العلمانيين في حب السلطة والتمسك بأهدابها.

ورقة الانقلاب التي أشهرها مناصرو النهضة بعموم الوطن العربي، ما هي إلا التبرير الذي يحاول به هؤلاء دفاعهم المستميث للخلود على رأس السلطة.

"التبريريون" النافذون وسط التنظيمات الإسلامية، لا يهمهم مستوى الحصيلة التي حققوها على رأس مؤسسات التدبير، كما لا ينتبهون إلى رضا منتخبيهم عنهم.

عقدة الإسلاميين مع شهوة الخلود في السلطة، كونهم حولوا الممارسة السياسية إلى دين وعقيدة، وهذا أخطر بكثير على استقرار الأمم.

مشكلة الإسلاميين، أن المحاضن السرية التي تربوا داخلها، جعلتهم يشعرون بنوع من التفوق على غيرهم، وأن لديهم أفضلية للتبوء في مناصب تسيير الدول، وأنهم مصطفون من الله لذلك.

هؤلاء الذين تربوا على هذه المبادئ من الصعب عليهم تقبل، رفض الهيئة الناخبة التي أفرزتهم، ان  كانت حصيلتهم على رأس مؤسسات التدبير غير مرضية ومخيبة للآمال.

مشكلة تيارات الإسلام السياسي، انها لم تستوعب ان الفئات التي صوتت عليهم في الانتخابات انما فعلت ذلك بغية تحقيق مكاسب دنيوية آنية، والاستجابة لمطالب عجز من قبلهم على تحقيقها.

علق العديد من الشرائح المجتمعية آمال على الإسلاميين الذي شاركوا في الاستحقاقات التي تلت موجة ما سمي بالربيع العربي، لكن الصدمة كانت قوية، عندما خيب هؤلاء آمالهم، حيث أن أحوال الناس ساءت عما كانت قبل الربيع العربي.

بعد إخفاقهم في تحقيق نتائج ملموسة ترضي الهيئة الناخبة التي صوتت عليهم، لم يجدوا بدا من استعمال خطابات تبريرية مختلفة، لم تعد تنطلي على أحد.

لقد اثبت التجربة التونسية، وأيضا المغربية، أن الإسلاميين يجيدون شيئا واحدا، هو خلق الأعداء حتى ان لم يكن لهم وجود الا في مخيلتهم.

والان وبعد أن انكشف مستواهم الضحل في التسيير ، وعجزهم عن تقديم الحلول لتحقيق مطالب الناس، عادوا الى تشغيل اسطوانتهم المشروخة، بان الدين مستهدف، وان الإسلام مطلوب رأسه.

اين كان هذا الاستهداف، عندما كان قادتهم ينعمون في تغيير المساكن والأفرشة وتعدد الزوجات، بعد أن تضاعف دخلهم، بعدما كانوا فقراء بالكاد كانوا يقدرون على توفير لقمة العيش لعيالهم.

كانوا ينتقدون الفساد ، وصاروا بعد أن تحولوا إلى دائرة التسيير والتدبير، إلى أهم أدوات الفساد والاستبداد.

كل الموبقات التي كانوا ينتقدونها عندما كانوا يخطبون ويعضون الناس في المأثم والأعراس، صاروا يقترفون الأقذر منها، كانوا يلعنون الشيطان فتتفقوا عليه في عمل الأبالسة.

 

آخر الأخبار