"لوموند".. إصرار "دون كيشوتي" وسمعة تتهاوى بمعول المغرب

هشام رماح
شرود صحيفة "لوموند" الفرنسية مثير للحيرة والريبة في نفس الآن، وقد ارتضت لنفسها مكانا متقدما في الحرب الشعواء التي تشنها أبواق إعلامية ضد المغرب في إصرار غريب على إقحامه عنوة في موضوع لا شأن له به.
ولا ريب، إصرار "لوموند" الـ"دون كيشوتي" ينم عن إيمان عميق بمقولة "باولو كويلو" حينما فصَّل في مثل حال هذه الصحيفة الفرنسية وقال "إننا نحاول دوماً تفسير الأمور وفق ما نريد، لا وفق ما هي عليه".
ووفق ما هي عليه الأمور، أن "لوموند" نذرت صحفييها لمهاجمة المغرب باطلا في مؤامرة خسيسة تتغيا تعكير صفو الأجواء بين المملكة والجمهورية التي ارتدت سلطتها التنفيذية لبوس الحكمة والتعقل وطالبت بأدلة ملموسة لإسباغ التهمة على المغرب أما في غيابها لم يتغير شيء ولن يتغير.
وفي فقدان سافر للاتزان، اتخذت صحيفة "لوموند" من رشق المغرب الأكاذيب ديدنا لها، وهي تنسج مقالات تدبج بها صفحاتها قائمة على التضليل منتشية باختيارها التوغل عميقا في نشر الأوهام التي تريد من ورائها تغليف الحقيقة الساطعة.. وهي أن المغرب بريء وقد اختار القضاء للنيل من متهميه.
ولم تبال "لوموند" بالتفنيد الرسمي للمملكة في شان اتهاماتها استخدام "برنامج بيغاسوس"، وضربت صفحا عن الخوض في لجوء المغرب إلى القضاء الفرنسي للاقتصاص من المدعين من ائتلاف "فوربيدن ستوريز" ومنظمة "آمنستي"، وقررت الإبحار بعيدا في يمِّ التُّرهات لتركب بعد ذلك موجة دعائية مغرضة ضد المغرب.
وأعلنت "لوموند" حربا إعلامية ضد المغرب وهي تريد أن تقيم الدنيا ولا تقعدها راغبة في تغيير الأحوال بين المغرب وفرنسا وانتظار مصير علاقاتهما المشتركة في المآل، وهو أمر فطن له قصر الإليزي والحكومة الفرنسية واحترزا من مغبة الانزلاق وراء الصحيفة الفرنسية، التي تصرف الاتهامات دون سند أو دليل مادي تكلل به مزاعمها.
ثم ألا تهتم "لوموند" التي تسوق لنفسها كـ"أيقونة" للإعلام الفرنسي، لسمعتها وهي تخوض معركة "بئيسة" بسلاح "الآنفوكس" (الأخبار الزائفة) وتضرب من خلالها في الصميم شعار مؤسسها Hubert Beuve-Méry حينما رفع شعار "لا للتضليل" (non à la désinformation )؟.
إن ما تظن "لوموند" أنها قد بنته على مدى عقود.. يتداعى والأرض تميد من تحته.. ولأن الكل يتقاسم ما يلي دون تردد "السمعة أكثر الخدع زيفا وبطلانا، فهي كثيرا ما تكتسب دون وجه حق" وقد أزف ميعاد هدم سمعة "لوموند" بمعاول الحق المغربية.