بلوان: الملك وجه رسالة صادقة للجزائر من أجل إعادة تفعيل العلاقات وتفادي جميع الخلافات

تضمن الخطاب الملكي، مساء أمس السبت، بمناسبة الذكرى 22 لعيد العرش المجيد، عديد من الدلائل والرسائل المباشرة في قضايا متعددة داخليا وخارجيا، بداية من آثار جائحة “كورونا” والجهود المبذولة في سبيل تجاوز ذلك، وصولا إلى دعوة الشقيقة الجزائر إلى الحوار وفتح الحدود دون شروط.
وفي هذا الإطار، قال حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية وشؤون الصحراء المغربية، في حديثه للجريدة 24، إن الخطاب الملكي، الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة، مساء أمس السبت، بمناسبة عيد العرش المجيد، تم تطرق إلى ما هو داخلي وخارجي حيث أبرز في البداية أن عيد العرش مناسبة للتلاحم القوي، الذي يجمع على الدوام، ملوك وسلاطين المغرب بأبناء شعبهم، في كل الظروف والأحوال، وأن المملكة قوية بوحدتها الوطنية، مشيدا بالمجهود الذي أبان عليه المغاربة في التعامل مع الجائحة.
وأضاف بلوان، أنه يمكن أن نفتخر بما وصل إليه المغرب في إيجاد التلقيح لجميع المغاربة، وصناعة اللقاح المضاد لفيروس “كورونا” محليا، وهذا ما يجعل المغرب سباقا على مستوى القارة الافريقية في مسألة صنع اللقاحات، مشيرا كذلك أن جلالة الملك ركز على التنزيل القوي للنموذج التنموي الجديد مع حكومة منتخبة جديدة، الذي سيفتح بابا لمغرب جديد فيما يتعلق بالتنمية والنمو الاقتصادي.
وأبرز الخبير في العلاقات الدولية، أن جلالة الملك في خطابه خصص حيزا مهما، لمسألة العلاقات المغربية الجزائرية، من خلال توجيه رسالة صادقة نحو الشعب الجزائري ومسؤوليه لتفادي جميع الخلافات.
وأكد ذات المتحدث، أن جلالة الملك وجه دعوى صريحة إلى الجزائر، من أجل الجلوس إلى طاولة الحوار في أقرب وقت، واعادة تفعيل العلاقات الثنائية وفتح الحدود بين البلدين، لما فيه ازدهار وتطور الشعبين الشقيقين، وكذا تنسيق الجهود لمواجهة التحديات المشتركة كالهجرة والارهاب والاتجار بالبشر، بالإضافة إلى قضايا أخرى إقليمية، مثل ملف الليبي والمالي والساحلي وغير ذلك.
وشدد المتحدث ذاته، أن مستوى الخطاب كان عاليا جدا وينم عن الصدق وعلى الحرقة ليس فقط للشعب المغربي بل الجزائري أيضا، إذ لا يمكن تصور أن العلاقات المغربية الجزائرية يمكن أن تذهب إلى المجهول أو استمرار اغلاق الحدود بين البلدين إلى الأبد، موضحا أن هذا الأمر يعتبر اعترافا شجاعا من جلالة الملك بأنه لا يتحمل مسؤولية الإغلاق.