بين حفيظ دراجي ورمطان لعمامرة وآرثر شوبنهاور

هشام رماح
من يكون حفيظ دراجي؟ لا شيء...واللا شيء لا يستحق سوى كلمات قليلة تشخص حالته المرضية المنسجمة مع أخلاق العبيد التي يتحلى بها وهو يحاول إرضاء أسياده العسكر بالتجاسر على المغرب الذي آلمه وآلم من يقفون من ورائه كثيرا.. أما القادم من الأيام فيعدهم بالكثير من الآلام.
حفيظ دراجي، ليس غير نكرة خديم ينضح بما ملأه به أسياده، والآن يحس نفسه أكثر أريحية بعد قدوم رمطان لعمامرة، إلى وزارة الخارجية في النظام الجزائري، وقد ارتضى لنفسه ناطقا باسم هذا الـ"رمطان" الذي فشل في إتقان كل الفنون إلا "عفن" الشتائم والسباب أما إدارة الملفات بدبلوماسية وحنكة وحكمة فليست منه ولا هو أقرب منها.
لقد مد المغرب يده إلى الجزائر منذ 2008، وعاد لمدها مرارا وتكرارا يروم من وراء ذلك غايات أسمى من أن يعرفها حفيظ دراجي وأسياده، ولأن من يسود في الجزائر هم شرذمة تنتصر للبلقنة فإن النتيجة واحدة.. كلما انتصرت المملكة لما يجمع بين الإخوة كلما سعى حكام الجزائر المسكينة لقتل هذه الأخوة غيلة.
وتتجلى مساعي القتل غيلة في ما يصدر عن الكيان الذي يشرف عليه رمطان لعمامرة، وقد استعان بقاموس الشتائم وبما تعلمه من دروس في مدرسة الجحود ونكران الجميل ونسيان المعروف، لمبارزة ناصر بوريطة، نظيره المغربي في معترك الدبلوماسية، وهي أشياء لن يفقهها شيخ تصابى يعيش أقذع حالات النكوص بعدما جيء به ليدبر ملفا لا يزال يتبنى فيه العقلية البومدينية في القرن الـ21.
وتبدت نية العسكر وتبون في بث الفرقة بين الشعبين المغربي والجزائر وتعميق الصدع، وقد أطلقوا يد رمطان لعمامرة ليفعل ما يشاء ويلهي الشعب الجار عن الحقيقة التي سطعت في خطاب الملك محمد السادس بمناسبة تربعه على عرش أسلافه، وهو يتعهد بأن المغرب لا يريد بالجزائر شرا ولا ضرا بل خيرا.
فما الذي قام به رمطان لعمامرة، ليغطي الحقيقة؟ لقد ارتدى لبوس أردأ المثالب والقبائح ليسبح في مستنقع الخسة والنذالة وهو يستعمل كل مرادفات قاموس الغدر ويتحرك تحركات المتلبسين بمس "البعبع" المغربي الذي يثير في نفسه ونفوس من جاؤوا به الرهبة وينزل قلوبهم عند أقدامهم.
كما أخذت الحمية كلاب النظام العسكري لتنطلق بالنباح هنا وهناك دون أن يطرف لها جفن، مثل حفيظ دراجي الرديء الذي ينفث سمومه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو أمر لن يغير شيئا في نفسيته بقدر ما يؤيد واقعا مريرا يعيشه ومن معه من أعداء المملكة.
وفيما صدح المغرب عاليا ألا خوف على الجزائر منه، وبينما أبدى استعداده اللا مشروط لخط مصير مشترك مع الجزائر ورغم أنه بادر لعرض مساعدته في إطفاء الحرائق التي تلهب الجارة الشرقية وتأتي على الأخضر واليابس، إلا أن النظام العسكري ارتأى في كل هذا فرصة ظن أن سينال بها "شرفا" ضائعا.
وصدق الفيلسوف "آرثر شوبنهاور" بقوله "الشرف لا يجب أن يكتسب بل يجب فقط ألا يفقد" وقد فقد الشرف الجنرالات الذين يتقنون حروب الخسة والنذالة.. أما الرجولة والنذالة فلا يلتقيان.