النظام الجزائري يبني مجدا زائفا ويسلط أبواقه ضد المغرب لأنه لم يصعِّد كما يريد

الكاتب : الجريدة24

25 أغسطس 2021 - 08:00
الخط :

سمير الحيفوفي

" قرارات مرتقبة من الجزائر والمغرب عاجزة عن التصعيد".. هذا العنوان الذي نشرته "الشروق الجزائرية"، مساء اليوم الأربعاء، تذكرة قوية لمن لا يزال يشكك في نوايا العسكر الباحثين عن التصعيد مع المغرب لينفسوا عن الضغط الداخلي وليجعلوا من المملكة المطية التي يخفتون بها أصوات حرائر وأحرار الجزائر على أمل أن يخبو شعارهم "يتنحاو كاع".

كذلك هذا العنوان المقيت والخبيث لمن يشكك في غباء العساكر وكتبتهم في الدكاكين الإعلامية الناطقة باسمهم في الجارة الشرقية، فقد وجد هؤلاء في برود دم المغرب: خوفا من التصعيد وقد نسوا أن التصعيد ليس غير مرادف في قواميس الحرب التي يحفظها الـ"كابرانات" ويرددها ببغاواتهم، والمغرب انصرف عن هكذا قواميس إلى أخرى بها مرادفات "رابح- رابح" و"المصالح المشتركة" و"بناء معالم المستقبل" وغيرها كثير.

أيضا، ولأن الأغبياء الذين يحكمون في ما وراء حدود المملكة الشرقية لا يفقهون ديدن المغرب، فلهم يقال أنه بلد ذو ماض تليد معروف عنه أنه يخطب ود السلم والسلام، لكنه أيضا يهنأ بـ"التيقار" متى وجد أن الخوض في تفاصيل لا تفيد مع الأجلاف مثل أضلاع النظام الجزائري قد يلهيه عن مضيه قدما وتحليقه بعيدا عن هؤلاء حتى يغدو في أعينهم صغيرا وهو تهيؤ ليس إلا.

ويتجسد قدر حكام الجزائر في تلقي الضربات المرتدة، فهم بادروا باتهام المغرب كذبا بالتسبب في الحرائق التي نشبت في مناطق بالبلاد وتلقوا إزاء ذلك تجاهلا جعلهم يتخبطون كالمجانين، فقرروا أن يقطعوا العلاقات الدبلوماسية بشكل بات، فكان أن تأسف المغرب فقط.. لكنه لم يُخْفِ توقعه مثل هكذا خطوة.. وقد تحسب لها وهو خلاف ما كان ينشده العسكر من قرار ظنوا أنه سيقيم الدنيا ولن يقعدها.

إن الأمور تمام التمام في المغرب، وحكام الجزائر يتطلعون لأن يضروه بقرار قطع العلاقات والحال أن الأمر ليس غير تحصيل حاصل.. أما الخاسر الأكبر من هكذا أمر ليس غير الشعب الجزائري الذي تابع ويتابع فصول مسرحية سمجة أبطالها عساكر يتقافزون وخدام مثل الرئيس عبد المجيد تبون ورمطان لعمامرة وزير الخارجية لإرضاء نزوات الـ"كابرانات".

ثم الآن لم يعد بين المغرب والجزائر علاقات دبلوماسية، فلماذا يحشر هؤلاء أنوفهم في شؤون المملكة، وما شأنهم أن تصعد أو لا تستطيع التصعيد حتى.. أم أن البحث عن "مجد زائف" هو ما يحرك عسكريين لم يخوضوا يوما حربا ما واستطابوا الجلوس في مكاتبهم المكيفة وهم يلتهمون باليمين والشمال مقدرات الجزائريين؟

وعموما اختار المغرب الهروب بعيدا من أي مواجهة ففي الحرب خاسرون فقط.. لكن متى دقت طبولها ستخسر المملكة كثيرا لأنها ستتوقف عن مسيرها، ولو دكت العسكر دكا وهو أمر شبه محتوم، لماذا؟ لأنها شقت طريقها وتوغلت كثيرا في المستقبل، أما النظام الجزائري فليس لديه ما يخسره بل يرى في الحرب ما قد يطيل إمساكه برقاب الجزائريين تحت ذريعة اندلاعها ضد العدو الذي وسمه بالأزلي وفق العقيد البومدينية.. عفوا عقدة محمد بوخروبة.

كذلك ماذا ينتظر البوق الجزائري "الشروق" من رد على قول السفهاء؟؟ غير أن نقول له افرحوا واسعدوا بالتصعيد أنتم فقط.. وانعموا وعساكركم في البحبوحة التي هيؤوا ظروفها لكم في بلادكم.. أما نحن المغاربة فلنا أن نذرف الدمع على مكسوري الأجنحة من حرائر وأحرار الجزائر.. ثم إننا لا ولم ننسى بأن العلاقات مع النظام العسكري لم تكن يوما قائمة ليتم قطعها.. فلم نبالي بها.

آخر الأخبار