بين ضباع الجزائر وحرائرها وأحرارها

الكاتب : الجريدة24

28 أغسطس 2021 - 12:00
الخط :

هشام رماح

شيئا فشيئا بدا النظام الجزائري يعي حجمه وقد زالت عن الغشاوة بعدما اكتشف أن الكلام الذي يفتريه العسكر تذروه الرياح وأنه ليس كما ادعى ذات يوم الرئيس عبد المجيد تبون حينما قال "إن فرنسا والعالم بأكمله يضربون ألف حساب للجزائر..".

ولم يحدث شيء البتة في علم الحاضر ولم تنقلب الدنيا على أعقابها بعدما بادر العسكر لقطع العلاقات بشكل أحادي مع المغرب، فالأمر سيان والشمس لا تزال تشرق من مكانها وتسقط في قلب المحيط الأطلسي قبالة المغرب عند الغروب.

ولا ريب أنه في الحديث عن قطع للعلاقات بين المغرب والجزائر مبالغة سافرة لأن القاصي والداني وحتى صغار الشعبين سنا يدركون أن الأمور لم تكن يوما كما يرام بين بلدين قدر العلي القدير أن يتجاورا جغرافيا وألا تتقاطع رؤاهما بشأن المستقبل.

لقد مرت الأيام بعد ما لفظه رمطان لعمامرة، وهو ينفخ أوداجه متفاخرا بقرار لن يعي تبعاته بعد، وهو الذي لا يستشرف أبعد من أرنبة أنفه على شاكلة من يخدمهم، (مرت الأيام) ولا يزال الحال على ما هو عليه، والمغرب منشغل بترتيب بيته الداخلي عبر استحقاقات انتخابية، غير مبال بما يختلج من لواعج في دواخل التبون ولعمامرة ومسيرهما الشنقريحة.

وظنت الزمرة التي تتحكم في مصائر الجزائريين أن قرارها بقطع العلاقات مع المغرب سيغير الخريطة الجيو- استراتيجية في العالم ويحرك مشارق الأرض ومغاربها، لكن سرعان ما تلاشى هذا الوهم بعدما لم يحر النظام إلا استغرابا وتأسفا عالميا بسبب الدواعي الواهية التي قدمها كذريعة لترسيم الفرقة بين البلدين.

أما الوضع الراهن، فيقول بأن المغرب لم يكن يوما محتاجا للجزائر وكذلك الجزائر لم تكن محتاجة للمغرب، لكنها لا تزال عامرة بطوابير الخبز والدقيق والحليب والماء ووووو.. وهذا مبعث الألم الذي يعتصر المغاربة وهم يعاينون أشقاءهم يعانون تحت حكم عسكر فشل في ضمان قوت الشعب وهو يتمرغ في أمواله ويغدقها على انفصاليين من أجل لكز المغرب لا غير.

أليس من الأجدى للحكام الجزائريين أن يبحثوا كل السبل لتوفير ما يلزم للشعب في الجارة الشرقية؟ أم أن خصام المغرب أحق بالاهتمام من السعي لتجنيب الجزائريين لظى الفقر وشظف العيش في بلد ينام على ثروات طبيعية مهمة؟

إن الماسكين برقاب الجزائريين هم أشباه ضباع لئام تداعوا على قصعة الجزائر فأتوا عليها ولم يدعوا للمرهونين في عهدتهم ما يسدون به رمقهم غير ألسنة تلتهج بالدعاء عسى أن ينالوا شيئا من خيرات بلادهم وينعموا به هانئين... تحت نير الضباع القمامة.

لقد كُتب الفراق بين المغرب والجزائر كما قرر النظام السائد فيها.. وفي الفراق رحمة متى كان الرفيق يزرع الشوك في الطريق كما يفعل الـ"كابرانات" الذين شاخوا وتاهوا ولهت بهم الأيام وهم يبحثون عن "مجد" زائف بعقلية بائدة وهم بذلك لا يُنصرون.. ولهؤلاء العجزة يقول المغاربة ومعهم حرائر وأحرار الجزائر "كون غير سبع وكولني.. وما تكونش ضبع وتجرتلني".

آخر الأخبار