محلل سياسي: الجزائر لا تمتلك المقومات لتصعيد منحى الأزمة أمام المغرب

الكاتب : انس شريد

28 أغسطس 2021 - 10:30
الخط :

لا يزال القرار الجزائري بقطع العلاقات مع المملكة يلقي بظلاله على المشهد السياسي الإقليمي، إذ يستغرب الكثيرون أسباب ودوافع اختيار هذا الوقت بالضبط، ومازال كذلك نوع من الغموض يخيم على السيناريوهات المرتقبة لتطور الأزمة بين البلدين.

وفي حديثه للجريدة 24، قال المحلل السياسي، عباس الوردي، أن الجزائر رغم قطع العلاقات لا تمتلك الجرأة لتصعيد منحى الأزمة أمام المغرب، مبرزا أن النظام الجزائري متناقض في أفكاره ويعرف جيدا أن المستوى الاقتصادي والمادي لبلادهم ليس في صالحهم الدخول في حرب أمام المملكة بكون النتيجة محسومة.

وأضاف الوردي، أن المملكة تحترم مبادئ حسن الجوار، وهذا ما أكده جلالة الملك مرارا، ومد يده من أجل فتح باب التعاون بين البلدين، لكن النظام العسكري يرفض ذلك ويقامر بكل شيء من أجل البقاء في حكم بلاده ومحاولة توضيح لشعبه أن المغرب يعد عدوا خارجيا.

وأكد ذات المتحدث، أن الجزائر يستفزها نجاحات المغرب في عدد من القطاعات وتريده أن يكون فاشلا مثلها، لذا النظام العسكري يحاول دائما ترويج الأكاذيب، مبرزا أن هناك عدد من المؤشرات التي جعلت الجارة الشرقية تقدم على هذا الفعل.

وشدد عباس الوردي، أن استمرار أمريكا باعتراف بالصحراء المغربية وكذا فتح بيدرو سانشيز باب الصلح بين المغرب وإسبانيا، جعل من النظام العسكري الجزائري يعيش حالة من القلق، وهذه من الأمور التي دفعها إلى صنع الإفتراءات على أن المغرب هو المسؤول الأول عن الحرائق التي عرفتها عدد من الولايات.

وكان المغرب، قد أعرب في بلاغ لوزارة الخارجية، عن أسفه لهذا القرار غير المبرر تماما ولكنه متوقع، بالنظر الى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الاخيرة، وكذا تأثيره على الشعب الجزائري، مشددا على أنه يرفض رفضا قاطعا المبررات الزائفة بل والعبثية التي انبنى عليها هذا القرار.

وأكد البلاغ ذاته، أن المملكة ستظل شريكا موثوقا ومخلصا للشعب الجزائري وستواصل العمل، بكل حكمة ومسؤولية، من أجل تطوير علاقات مغاربية سليمة وبناءة.

آخر الأخبار