إيران تلعب على حبل الفراق بين المغرب والجزائر وتصب الزيت على النار

هشام رماح
أفسح نظام الجنرالات في الجزائر الطريق أمام المد الصفوي المتمثل في دولة الشر إيران لتزيد من تغلغلها في شمال إفريقيا حيث تستهدف النيل من المغرب الذي فضح ترنحات الشيعة منذ زمن طويل وعرى عن نعرات العسكر الجزائري ومقاتلين عن "حزب الله" اللبناني لزعزعة استقرار المملكة.
ولم يكن يائير لابيد وزير الخارجية الإسرائيلي، مخطئا البتة، وهو يعبر حين زيارته الأخيرة للمغرب عن قلقه من التقارب بين الجزائر وإيران، وهو موقف اعتبره النظام الجزائري رميا بالباطل بينما هو عين الحقيقة والأيام التي تلت قول المسؤول الإسرائيلي أثبتت صدقه.
وبعدما أعلن نظام الـ"كابرانات" عن قطع العلاقات بشكل أحادي مع المغرب الأسبوع المنصرم، آن خروج السفير الإيراني في الجزائر "حسين مشعلجي زاده" من مكمنه ليمارس عادته القديمة وهي صب الزيت على النار بحثا عن الفرقة والبعاد.
وأعلن السفير الإيراني لدى الجزائر، حسين مشعلجي زاده، مساندة طهران لقرار الجزائر قطع علاقاتها مع المغرب، بما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المغرب كان محقا حينما اتخذ مواقف حاسمة حازمة ضد إيران والجزائر التي تضع ظهرها متاحا لركوبها عليها.
ولم يكن خفيا على المغرب المؤامرات التي ينسجها النظام العسكري الجزائري ضد المغرب بمباركة من إيران التي لم تكتف بإثارة الفتن في خليج العرب ومضيق هرمز لتقرر مد موجة الفتنة نحو شمال إفريقيا لاستهداف المغرب الذي وقف في وجهها بكل صرامة عندما أرادت التغول على البحرين في 2009.
وكان المغرب فطنا لتحركات إيران وقد قرر المغرب على لسان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في 2018، قطع علاقاته بشكل شامل مع إيران التي رأت في قطع الجزائر لعلاقاتها مع المغرب فرصة لمناصرة الـ"كابرانات" ضد المملكة.
والحق أن ما يجمع بين إيران والجزائري يفوق منطق "عدو عدوي صديقي" فالنظامان يعيشان في وئام تام وهم يتشاطران نفس الرؤى وعقيدة عسكرية ترى قوتها في ضعف محيطها، وهو الوئام الذي تجسد في تسخير إيران لمقاتلي "حزب الله" اللبناني لتدريب مقاتلي جبهة "بوليساريو" الانفصالية لضرب مصالح المغرب.
ولم يكن تنسيق إيران والجزائر ضد المغرب خفيا، فقد ثبت للمملكة أن "أمير موسوي" العنصر السابق في الحرس الثوري الإيراني والملحق الثقافي حينها في السفارة الإيرانية بالجزائر، كان ينسق مع مسؤولي حزب الله وجبهة البوليساريو وهو ما لا يمكن أن يكون دون علم إيران.
ولم تجد إيران بدا من أن تعلن مساندتها الفرقة التي سعت إليها منذ سنوات وهي تنبش فيما اختلف المغرب والجزائر وحوله وهو قضية الصحراء المغربية، فأن يتحسر ويتأسف الجميع للقطيعة بين البلدين الجارين انبرت إيران لتكشف حقيقتها ووجهها البشع للمد الصفوي وهي تثمن قرار الفراق بينهما.
اللافت، أن تقارير للدكاكين الإعلامية للنظام الجزائري هللت لموقف إيران الداعم لقرار قطع العلاقات ولم تبال بمساعي الدول الراغبة في رتق الهوة بين المغرب والجزائر بما يكشف حقيقة العقلية السائدة لدى الـ"كابرانات" الذين يعتقدون كما أبوهم الروحي محمد بوخروبة "بومدين" بأن أمجادهم تبنى على أنقاض محيطهم لا غير.