هشام رماح
الانفصالي إبراهيم غالي، كان قد غادر إسبانيا في أعقاب تلقيه العلاج هناك وتسببه في أزمة بين البلدين "دون أن تقوم الشرطة بختم جواز سفره أو حتى تطلب من مرافقيه إظهار وثائق هويته" كما أفادت بذلك القيادة العليا لشرطة إقليم "نافارا" لرئيس محكمة التعليمات رقم 7 في سرقسطة.
وكان تحقيق فتح بشأن السماح للانفصالي بمغادرة إسبانيا رغم اتهامه بالتورط في جرائم شنعاء ضد الإنسانية، حيث جرى التواطؤ بين السلطات الإسبانية ممثلة في وزارة الخارجية أثناء عهدة "آرانتشا غونزاليس لايا" والنظام الجزائري وقد تم الاتفاق على استشفاء الانفصالي في إسبانيا خفية عن المغرب بعدما كانت دول رفضت ذلك احترازا من نشوب أزمات بينها والمملكة.
وفيما غادر الانفصالي إبراهيم غالي إسبانيا عبر مطار "بامبلونا"، فجر الثاني من شهر يونيو الماضي، صوب الجزائر، حيث نزل مريضا في مستشفى عين النعجة، أوضحت الشرطة الإسبانية لقاضي التحقيق "رفائيل لاسالا" أن زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، "سُمح له بمغادرة التراب الإسباني لأنه كان رحيلا طوعيا"، بموجب لائحة الهجرة، هو ما يعني أنه يمكنه مغادرة البلاد متى شاء "بوثائق أو حتى بدونها" إذا لم يكن هناك حظر أو عائق على سفره وفق مقتضيات عمل شرطة المراقبة بالحدود الإسبانية.
وكانت المحكمة في 25 غشت الماضي طلبت معلومات بشأن مغادرة زعيم انفصاليي "بوليساريو" من إسبانيا، الذي كان وصل إلى المطار في "سيارة إسعاف طبية" برفقة طبيبه الشخصي، حيث ذكر تقرير الشرطة المقدم للمحكمة أن "سيارة الإسعاف دخلت من البوابة الشمالية للمطار وتوقفت بالداخل، عند المدرج، دون أن يغادر المريض ومرافقيه سيارة الإسعاف في أي وقت".
نفس التقرير أفاد بوصول شخصين آخرين انتظرا في الخارج ثم "مرّا في الوقت المحدد" عبر القاعة الشرفية المخصصة للسلطات وكبار الشخصيات للذهاب إلى سيارة الإسعاف، وحينها شرع مسؤولو الهجرة والأجانب في مطار "بامبلونا" في التعرف على الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة، "كما هو معتاد في أي رحلة تهبط أو تقلع من المطار المذكور"، وفق التقرير الذي أكدت وكالة "أوربا بريس"، أمس الجمعة، على أنها اطلعت عليه.
ووفق التقرير جرى تحديد هوية ثلاثة أشخاص، أحدهم يحمل جواز سفر جزائريا وتأشيرة فرنسية، والآخر يحمل جواز سفر إسبانيا والآخر "بجواز سفر صادر عن إسبانيا يحمل جواز سفر عديم الجنسية" والذي قدم أيضا رقم هوية الأجانب في إسبانيا.