10 سنوات من حكم المصباح..يوم الحساب العظيم !

الكاتب : الجريدة24

08 سبتمبر 2021 - 11:00
الخط :

هشام رماح

يقول الناخبون المغاربة، كلمتهم، اليوم الأربعاء 8 شتنبر 2021، وهم يحجون إلى مكاتب التصويت لانتخاب ممثلي الأمة من بين 6 آلاف و815 مرشحا، وممثليهم من بين 157 ألفا و569 مرشحا في مجالس الجهات والجماعات.

ويأتي موعد التصويت بعد سنوات من حكم العدالة والتنمية الذي ركب موجة "الربيع العربي" ليبلغ سدة الحكومة ويقضي في شؤون المغاربة خلال عشرة أعوام غرف خلالها إخوان "التوحيد والإصلاح" الزرع ورضعوا الضرع حتى تغيرت سحناتهم وشذبوا لحاهم ليكون حاضرهم غير سابقهم.

ويعد يوم الانتخابات المنتظر محطة فاصلة يمثل فيها حزب "المصباح" أمام محكمة الشعب الذي رأى في حزب "العدالة والتنمية" ما لم يظنه فيه سابقا، فبعدما كان قد توسم في إخوان عبد الإله ابن كيران وسعد الدين العثماني محاربة الفساد وتنزيل الشعارات الرنانة التي رفعوها، عاين هذا الشعب بأمهات عيونه كيف تلاشت الشعارات وهم هؤلاء بتحسين أوضاعهم المعيشية فقط على حساب من انتخبوهم.

وفي محكمة الشعب تكون الكلمة للشعب وحده دون غيره..، إذ يرتقب أن يحج الناخبون بأعداد وفيرة إلى مكاتب التصويت للإدلاء بأصواتهم لمعاقبة المقصرين في حقه وانتخاب من يرون الخلاص على أياديهم، غير أن "تماسيح" العدالة والتنمية شرعوا في تسخينات قبلية تحسبا لهزيمة نكراء تلوح في الأفق، وقد أحسوا بدنوها بعد النتائج المخيبة التي حققه خلال انتخابات الغرف المهنية التي تذيلها.

وكعادته خرج عبد الإله ابن كيران من جديد لاستدرار عطف المغاربة ظنا منه أنه يحدثهم والعام 2011، بعدما "أفصح" عن شعوره بأن "هناك شيء يُحَضَّر في الخفاء"، وهي المقولة التي لم تعد لتنفع في مواجهة شعب عانى خلال سنوات عجاف تحت حكمه وحكم سعد الدين العثماني بعده، وقد أمعن الاثنان في اتخاذ قرارات لا شعبية تنتصر للقلة على الأغلبية وتستهدف جيوب دافعي الضرائب في كل مرة وحين.

وجاء خطاب المظلومية الذي يتقنه عبد الإله ابن كيران، مبطنا بالتخويف والوعيد وقد أضاف في بث مباشر على صفحته في "فايسبوك" "لا أدري هل سيغير ذلك الذي يتم التحضير له من المعطيات أم لا، لكن أجزم أن ما يرتب له ليس في صالح البلد"، وهو قول يؤكد على أن الرجل أنه يدور في فلك وحده ولا يرى الأمور كما ينبغي وقد استبدت به الحمية على إخوانه ليكرر أسطوانته المشروخة في غير "الربيع العربي" الذي كان فرصة له ليبلغ رئاسة الحكومة.

وفيما يتطلع المغرب لتنزيل "النموذج التنموي الجديد" ولمجابهة التحديات الإقليمية والرهانات التي تنتصب أمامه، لم يجد حزب العدالة والتنمية غضاضة في الدفع بكل ما أوتي بقوة لمحاربة أحزاب تودد إليها كثيرا خلال السنوات الفارطة ليتحالف معها من أجل ضمان بقائه في السلطة.

ولأن السلطة تسيل اللعاب وتستهوي الكثيرين فإن الإخوان ليسوا شاذين عن من يسعون وراء البقاء فيها بشتى السبل والطرق، غير أن وسيلتهم في المغرب لم تكن المنجزات والقرارات الشعبية التي اختفت تحت "سيطرتهم" على المشهد السياسي، فعادوا من جديد إلى دغدغة المشاعر واستمالة الناخبين بخطاب الضحية.. لكن اليوم ليس كالأمس.

آخر الأخبار