الـ"بيجيدي" يغرق.. انشقاقات ومشانق تنصب بين الإخوان

تداعت أركان الـ"بيجيدي" وأصبحت استقالة أمينه العام الذي غرق في "المحيط" في العاصمة الرباط رغبة ملحة من لدن إخوانه كما طالب بذلك عبد الإله ابن كيران الذي شغل المنصب الحزبي والحكومي قبله، ومعه "القنديلة" آمنة ماء العينين.
ومني حزب "العدالة والتنمية" بهزيمة نكراء في الاستحقاقات الانتخابية لـ8 شتنبر 2021، ما جعله حديث القاصي والداني بسبب حصاده لما زرعه خلال عشر سنين عجاف، حيث تلقى التنظيم الذي اعتبره نفسه متفردا ومتميزا بين باقي التنظيمات بعدما ظفر برئاسة الحكومة لمرتين متتاليتين، "صفعة" مدوية لم يستفق منها الإخوان.
ونصب عبد الإله ابن كيران المشنقة لـ"أخيه" سعد الدين العثماني وقد طالب باستقالته عبر قصاصة ورقية تثبت الاستسهال الذي يتملك الرجل وقد جاء فيها " بصفتي عضواً في المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية وانطلاقاً منذ وضعي الاعتباري كأمين عام سابق لنفس الحزب، وبعد اطلاعي على الهزيمة المؤلمة التي مُني بها حزبنا في الانتخابات المتعلقة بمجلس النواب، أرى أنه لا يليق بحزبنا في هذه الظروف الصعبة إلا أن يتحمل السيد الأمين العام مسؤوليته ويقدم استقالته من رئاسة الحزب والتي سيكون نائبه ملزما بتحملها إلى أن يعقد المؤتمر في أقرب الآجال الممكنة في أفق مواصلة الحزب تحمل مسؤوليته في خدمة الوطن من موقعه الجديد".
وجاء اعتراف عبد الإله ابن كيران بهزيمة الـ"بيجيدي" بعدما تشبث إلى آخر رمق بأمل الظفر بما يراه لائقا بالحزب من نتائج في الاستحقاقات الانتخابية والحق أن ما كان يراود ابن يران عبر "لايفاته" من صالون فيلته بحي الليمون لم يكن غير أضغاث أحلام سرعان ما تلاشت بإعلان عبد الواحد لفتيت وزير الداخلية للنتائج الأولية للاستحقاقات التشريعية.
وفيما تغير موقف عبد الإله ابن كيران بتغير النتائج، فإن آمنة ماء العينين بدت أكثر واقعية وهي تفصل في مسببات الخسارة التي جاءت ممزوجة بالمرارة بعدما "تسلمته القيادة الحالية كبيرا قويا متماسكا وتُسَلِّمه اليوم ضعيفا منكسرا"، وفق تدوينة لماء العينين على صفحتها في "فايسبوك".
وبالكاد بدا لآمنة ماء العينين أن حزب العدالة والتنمية "كان طيلة الفترة السابقة حزبا كبيرا بقيادة صغيرة" داعية سعد الدين العثماني إلى الإقرار والاعتراف بالهزيمة "وأن يقدم استقالته ويدعو إلى وقفة تقييم حقيقية".
وتتوالى الدعوات إلى استقالة سعد الدين العثماني، بعدما كرس سياسة لا شعبية كان انتهجها سابقه عبد الإله ابن كيران في رئاسة الحكومة، إذ يتحمل الاثنان مسؤولية ما حدث وقد غرد الاثنان ومن رافقهما من وزراء ومسؤولين محسوبين على الـ"بيجيدي" خارج هموم المواطنين.
واندرجت السياسة اللا شعبية لحزب العدالة والتنمية ضمن موجبات غضب المغاربة عليه ومن مسببات رد الصاع للإخوان عبر صناديق الاقتراع، وكأن بالناخبين "انتقموا" من العنجهية التي استبدت بالمحسوبين على الحزب الذين استخدموا الدين مطية لتحقيق مآرب شخصية بشكل ينأى عن خدمة الوطن والمواطنين.