لماذا عاقب المغاربة العدالة والتنمية دون حلفائه ؟

الكاتب : الجريدة24

10 سبتمبر 2021 - 02:00
الخط :

في سقوط حزب العدالة والتنمية حكمة بليغة وما ينم عن تشكل وعي جماعي بلبوس سياسي لدى الناخبين المغاربة، فأن ينحو القول نحو انتقام المصوتين من الحكومة السابقة مجانب للصواب، ما دام حزب التجمع الوطني للأحرار الذي ظفر بزعامة السباق الانتخابي كان مشاركا فيها.. لقد انتقم المغاربة من الـ"بيجيدي" وحده دون غيره.

لماذا؟ لأن حزب العدالة والتنمية صادر على مدى سنوات الحديث باسم الدين وجعلوه لوحا ركبوا به موجة "الربيع العربي" قبل أن يباشروا بتدبير حكومي عبثي "التقتيل" في الطبقة المتوسطة وهو أمر ما ان لتنسب جريرته إلى حزب "المصباح" وحده لولا ألسنة السوء السليطة لبعض "رجالات" الحزب الإسلاموي والتي كانت بلا عقال لتصادر كل حق في منازعة الحكومة وانتقاد قراراتها.

حينما كانت انطلقت حملة المقاطعة التي همت محروقات "إفريقيا" و"حليب سنطرال" وماء "سيدي علي" قال "رجالات" السوء في حزب العدالة والتنمية في المقاطعين ما لم يقله مالك في الخمر، وبدلا من النزول لمعرفة مسببات الغضب الشعبي قرر هؤلاء التحدث من برج عاجي وبكل عجرفة وحماقة مثل ما اقترفه لحسن الداودي حين احتجاجه أمام البرلمان ذات ليلة ضد المقاطعين.

إنها عين التهور والغباء.. فأن ينبري أرباب المنتوجات التي استهدفتها المقاطعة لدراسة الوضع واستجلاء دوافع شنها لتلافيها وأمثالها من دعوات مستقبلا ويقفز الإسلامويون عليها للنيل من المقاطعين بلا "تبان" ما يؤكد على أن "أهل الميت صبروا والعزاية كفروا" وهو ما احتفظ به المقاطعون لحزب العدالة والتنمية لحين الاحتكام لصناديق الاقتراع.

وجاءت نتائج الانتخابات لتشفي غليل الغاضبين من الإخوان الذين نسوا ماضيهم وتنكروا لشعارهم في محاربة الفساد وأتقنوا دون غيرهم إثقال كواهل المغاربة بالزيادات وبالضرائب والقرارات الارتجالية المقرونة بالتشدق المقيت بالكلام الذي نكأ جراح من صوتوا عليهم ورأوا بأمهات عيونهم كيف انقلب "الإخوان" ولم يبالوا بهم وهم يزدردون المال العام ويتكؤون على الكراسي الوثيرة التي استطابوها لحين سحبهم منها سحبا.

لكل هذا، فإن في نتائج الانتخابات التشريعية ما يحيل على أن الحساب لم يكن مع الحكومة بأكملها بل مع حزب "العدالة والتنمية" فقط.. وبأن المغاربة يعرفون قصدهم ومن يستهدفون وهو أمر على الحكومات التي ستتشكل والتي ستعقبها أن تعيه جيدا وتضعه في الحسبان.. فناخبو الأمس ليسوا كناخبي اليوم.. وقد وضع ناخبوا اليوم اعتقادهم في سلطة التصويت المقدرة في أياديهم لإسقاط من يستحق إسقاطه والعفو عند المقدرة على من يستحق فرصة أخرى مثل حزب التجمع الوطني للأحرار.

آخر الأخبار