هكذا قتل قيس سعيد ثورة الياسمين وحول تونس إلى "ولاية" جزائرية

الكاتب : الجريدة24

15 سبتمبر 2021 - 09:45
الخط :

 هشام رماح

يبدو أن السلطات التونسية ارتضت على نفسها خدمة مصالح النظام العسكري الجزائري رغم الأصوات المنددة بـ"النكوص" السافر لرئيس البلاد قيس سعيد عن الحفاظ على قيم ثورة "الياسمين"، فبينما سلمت السلطات في تونس الخضراء سليمان بوحفص، الناشط الحقوقي الجزائري والمدافع عن حق شعب القبايل في تقرير مصيره، إلى نظيرتها الجزائرية فإن وعد الرئيس بفتح تحقيق إزاء عملية اختطاف بوحفص من الشارع وتسريع تسليمه لم يتحقق وإنما كان هذا الوعد لتغطية الشمس بالغربال كما يقال.. كيف ذلك؟

نشرة "Maghreb Intelligence" تطرقت لهكذا تحول متطرف في سلوكيات حكام تونس وقد بدا قيس سعيد خاضعا خانعا للنظام الجزائري، الذي جعله يضرب كل القيم الكونية عرض الحائط ويسلم سليمان بوحفص إلى حتفه إرضاء لدولة الـ"كابرانات"، مشيرة إلى أن الرئيس التونسي حاول تغليط الرأي العام التونسي والدولي بوعده فتح تحقيق في الموضوع، والحال أنه يداري عن اتفاق سري مبرم مع النظام العسكري الجزائري قائم على خلق تحالف بيني يروم الدفاع عن كل طرف منه متى استدعت الضرورة ذلك.

ودفع الاتفاق المبرم بين الطرفين الرئيس قيس سعيد ليحتكر كل سلطات البلاد بين يديه شهر يوليوز 2021، معتمدا في ذلك على دعم العسكر الجزائري، شريطة أن يجعل من تونس "ملحقة" للمصالح الاستخباراتية الجزائرية، وفق وصف نشرة "Maghreb Intelligence"، مؤكدة على أن الرئيس التونسي أعطى تعليماته للمصالح الاستخباراتية التونسية للتعاون بشكل وثيق مع نظيرتها الجزائرية خوفا من أن أي "نعرات" قد تثيرها الأخيرة وتهدد سيطرته على السلطة!

وكفل "التحالف" المبرم بين تونس والجزائر للنظام العسكري "حق" مطاردة كل معارضيه على الأراضي التونسية وقد أصبحت مباحة ومشرعة أبوابها أمامه، وعلى رأس المطلوبين كل من جاهر برأي مخالف لتوجهات العسكر أو طالب ذات يوم باستقلال منطقة القبايل وشعبها عن قبضة جيران السوء، وارتأى مغادرة بلاده صوب تونس التي لم تعد خضراء سوى في مخيلات الحالمين وهي تحت حكم قيس السعيد.

وحسب النشرة فإن اعتقال سليمان بوحفص يندرج ضمن "التحالف" غير المعلن عنه ولو أن الرجل كان يحوز صفة "لاجيء سياسي" مخولة له من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة، والذي وجد نفسه كبش فداء ضحى به قيس السعيد حتى يظل على رأس السلطة في تونس بعدما استطاب الجلوس على كرسي الرئاسة.

وأصبح بمقدور عناصر الاستخبارات الجزائرية ترصد من شاؤوا واعتقالهم في كل النقاط الحدودية بين بلادهم وتونس بمساعدة من نظرائهم في الأخيرة، حيث يعمل الطرفان معا على اعتقال أفراد مدرجة أسماؤهم في لائحة المعارضين للرئيس الجزائري الصوري عبد المجيد تبون والجنرال الهرم السعيد الشنقريحة، وهو أمر جعل من تونس "ولاية جزائرية" تعيث فيها المخابرات الجزائرية ما تشاء من اعتقالات واختطافات وتنقيل وترحيل سري للمعارضين نحو الجزائر.

ووفق "Maghreb Intelligence" فإن الرئيس التونسي قيس سعيد لم يرضخ للتنديد العالمي من قبل منظمات حكومية وغير حكومية لتسليمه رأس سليمان بوحفص على طبق من ذهب للنظام الجزائري، ولا يغير جلبابه مؤثرا التضحية بقيم ثورة "الياسمين" التي هبت منها نسائم الربيع العربي حتى يرضي النظام العسكري الجزائري بعدما رأى فيهم مساندة ليظل جثاما على صدور التونسيين.

آخر الأخبار