وهبي يرقص على حبال الغزل مع مصباح معطوب  

الكاتب : الجريدة24

16 سبتمبر 2021 - 09:30
الخط :

فاس: رضا حمد الله

الميت لا يحيى ولا يتداول إلا اسما كان وانتهى. وكذلك حزب أسقطته صناديق الاقتراع، بالسكتة القلبية، وبقي النبض ضعيفا يهدد بموت سريري. ومن يموت سريريا لا نحتاج إلا الدعوة له بالرحمة، ولن تكفي محاولاتنا مغازلته طالما أنها غير ذات جدوى أو نفع مجد.

لكن يبدو أن عبد اللطيف وهبي الأمين العام للأصالة والمعاصرة، لم يفهم بعد مثل هذه الإشارات ويغازل حزب العدالة والتنمية الذي كادت صناديق الاقتراع أن تمحيه من الوجود. تراه يغازل مصباحا انطفأ نوره انتخابيا على الأقل، بعدما أنار أغلبية البرلمان والجماعات والجهات.

 ما قد لا يعلمه وهبي الطامح للاستوزار بعدما عانق "خصم" الأمس اللدود، أن المصباح لما يصيبه عطب لن تنفع معه محاولة إصلاح، ويحتاج آخر أجود وبمدة صلاحية أطول. وبالتالي أي محاولة لمغازلة مصباح معطوب، لن تنفع المغازل والمتغزل فيه بعبارات قد تفضح حقيقة حربائية المبادر.

وهبي تغزل في المصباح وكشف حقيقة ما فيه، وكون موقفه من الآخر يتغير بتباين المصلحة والتوقيت. فهو إلى حين كان من أشد الغاضبين ومهاجمي إخوان سعد الدين العثماني، وطالما عاتب وكشف العيوب والنواقص، بل هاجم بشراسة عدو الأمس الذي تحول حبيبا اليوم.

لكن ما سر هذا التحول الجدري وغير المفهوم من الهجوم الشرس إلى الدفاع أو بالأحرى المناصرة ولو كانت من باب الشفقة، أو أن المصلحة اقتضت ذلك ومغازلة ليس فقط إخوان العثماني، بل حتى التجمع الوطني للأحرار قائد الحكومة المقبلة، الذي لم يسلم من هجومات وهبي.

أكيد أن أمين عام الأصالة والمعاصرة، يتوق لأن يجد لنفسه موطأ قدم ثابتة في حكومة أخنوش، ومن حقه ذلك. لكن غير المقبول بل المغضوب منه، التلون حسب المصلحة والانسياق لكل ما يقود إليها بشكل حربائي، غير مقبول على الأقل في مثل هذا المواقف والظروف.

إن تشكيل حكومة متجانسة هدف أسمى ليس للسياسيين فقط بل حتى المواطنين الذين ينتظرون منها ألا تكون كمثل حكومات مرت وعاش معها سنوات عجاف. لكن لن تقود إليه حربائية أي حزب أو المكلفين بالتفاوض فيه، ممن مفروض أن يظهروا الوجه الحسن فيهم عوض اللعب على الحبال.

ولعل اول حبل هش مهدد بالسقوط، لعب عليه مسؤول البام، هو موقفه من التحالف مع الاتحاد الاشتراكي، والتغزل بإخوان العثماني الذي يدري وغيره، أن دخوله من خروجه، غير ذي نفع، طالما أن المصباح انطفأ ومستحيل إصلاحه على الأقل راهنا، بل استبداله بآخر أكثر جودة، وبدماء جديدة ومتجددة.

وبالتالي فتحركات وهبي يجب إعادة النظر فيها والاتسام بالرزانة والجدية اللازمين للتفاوض بشكل معقول وجدي، ليس بالتلون بلون المصلحة، بل بالدافع عن الحزب الذي يمثله، وليس بضرب حزب آخر أو حتى بمغازلته في وقت لا مجال فيه للغزل والحب والهيام.

آخر الأخبار