عندما عرى رئيس فرنسا عورة "القوة الضاربة" وكشف كذب التاريخ الجزائري

الكاتب : الجريدة24

02 أكتوبر 2021 - 07:00
الخط :

هشام رماح

هكذا رمى إيمانويل ماكرون، رئيس فرنسا بحقيقة مدوية وهو يعترف بعظمة لسانه أن عبد المجيد تبون الرئيس الجزائري مغلوب على أمره ويأتمر بأوامر المحيطين به.

وإذ أنها حقيقة يعلمها الجميع لكن كان ينكرها الرجل الذي جيء به محملا على أكتاف العسكر ليسكن قصر "المرادية" خلفا للراحل عبد العزيز بوتفليقة، فإن ذكرها على لسان رئيس فرنسا زلزل كيان العسكر بعدما تعرت حقيقتهم أمام الجميع.

وألجم الرئيس الفرنسي الجميع وهو يعلن بكل جرأة تسجل بمداد من ذهب في سجله أن عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري "تحت تأثير المحيطين به".

وحاصر إيمانويل ماكرون النظام الجزائري بالحق وهو يردف "نحن نرى النظام الجزائري متعب والحراك أضعفه. لدي حوار جيد مع الرئيس تبون، لكني أرى أنه عالق في نظام قاسٍ للغاية".

ولأن المصائب لا تأتي فرادى، يبدو أن الرئيس الفرنسي قرر الحسم مع ترهات نظام عسكري ملأ الدنيا زعيقا وهو يصف نفسه بـ"القوة الضاربة" ليكشف أن رداء الكذب الذي ارتداه عبد المجيد تبون يظهره مهلهلا ومغلوبا على أمره.

تصريحات الرئيس الفرنسي التي نقلتها صحيفة "لوموند" فاقت التطرق إلى غلبة العسكر على الحياة في الجزائر ليؤكد على أنه أعيدت كتابة "التاريخ الرسمي" للجزائر واصفا إياه بأنه "لا يقوم على الحقائق" بل على خطاب "يقوم على كراهية فرنسا".

وبكل الجرأة الممكنة سبر الرئيس الفرنسي أغوار الكذب الجزائري لينفي وجود ما يقد يعرف بـ"أمة جزائرية" قبل الاستعمار، متسائلا "هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟".

ونزلت تصريحات الرئيس الفرنسي قاصمة على ظهر العسكر المتعنت في الجزائر، خاصة وأنها تأتي من رئيس بلد استعمر الجارة الشرقية لمدة بلغت 132 سنة، متهما الأتراك بالتغول على تاريخ الجزائر وتزييف الحقائق الواردة فيه.

وأبدى الرئيس الفرنسي عزمه لتصحيح الوضع في الجارة الشرقية مؤكدا رغبته في إعادة كتابة التاريخ الجزائري باللغتين العربية والأمازيغية: "لكشف تزييف الحقائق الذي قام به الأتراك الذين يعيدون كتابة التاريخ".

وجاءت تصريحات الرئيس الفرنسي، يوم الخميس المنصرم، حين التقى مجموعة من الفرنسيين من ذوي الأصل الجزائري ومزدوجي الجنسية لمناقشة قضية "مصالحة الشعوب"، وفقا لما أوردته صحيفة "لوموند".

اللافت، أن ضربة الرئيس الفرنسي جاءت موجعة ومدوخة للـ"قوة الضاربة" فلم يجد الرئيس الجزائري المغبون من بد غير استدعاء سفير فرنسا في الجزائر للتشكي.

وإذ لن ينفع التشكي في محو ما دون في التاريخ على لسان إيمانويل ماكرون، فإن للحقيقة دائما أوان تسطع فيه وآن الأوان هذه المرة على لسان رئيس دولة عظمى لا تزال ترعى مصالحها في الجارة الشرقية.. ولا يمكن للجزائريين قاطبة وصفها بـ"العدوة".

آخر الأخبار