محلل سياسي: النظام الجزائري مستعد لأن يخسر كل شيء لمعاكسة المغرب وتصريحات ماكرون أكدت على أنه نظام مريض

الكاتب : انس شريد

06 أكتوبر 2021 - 11:50
الخط :

مع تأزم العلاقات بين فرنسا والدول المغاربية، بعد التصريحات الأخيرة لرئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، وقرار باريس بتخفيض عدد التأشيرات الفرنسية الممنوحة لمواطني بلدان المنطقة، بدأ الحديث عن مدى إمكانية تقارب المغرب والجزائر من أجل مواجهة التحديات المشتركة.

وقال أحمد نور الدين، الخبير في العلاقات الدولية وشؤون الصحراء، في حديثه للجريدة 24، إن حدوث أي تقارب بين المغرب والجزائر لمواجهة التحديات المشتركة، يبقى صعبا لكون النظام العسكري الجزائري يوضع خارج كل التصنيفات المتعارف عليها في العلوم السياسية، كونه نظام مستعد لأن تخسر الجزائر كل شيء مقابل معاكسة المغرب لأسباب تاريخية ونفسية مرضية.

ويرى نور الدين أن تصريحات الرئيس ماكرون الأخيرة أكدت الطبيعة العسكرية والمافيوزية للنظام الجزائري، وأظهرت أنه مريض ومتعب بمعنى آخر "نظام على شفا الانهيار التام".

واعتبر الخبير في العلاقات الدولية وشؤون الصحراء، أن التوصيف الأدق للنظام الجزائري هو ذلك النابع من تشخيص الحراك الشعبي الجزائري الذي أطلق على نظام الحكم في الجزائر نظام العصابات، بالجمع وليس بالمفرد، كونها ليست عصابة واحدة وإنما عصابات متناحرة فيما بينها، كلما وصلت عصابة الى الحكم أدخلت رموز العصابة التي قبلها الى السجن، إن لم تقتلهم كما فعلت عصابة الجنرال قايد صالح مع الجنرالين توفيق (محمد مدين)، وبشير طرطاق.

وأكد نور الدين أن النظام الجزائري بنى كل عقيدته السياسية والعسكرية والدبلوماسية على العداء للمغرب ونشر الحقد والكراهية في الشعب الجزائري ضد المغرب، من خلال مناهج الدراسة وخطب المساجد ووسائل الاعلام، وتصريحات كبار المسؤولين الجزائريين الذين لا يتوقفون عن مهاجمة المملكة، ووصفها بالعدو الاستراتيجي والكلاسيكي، وسب المغرب بأقذع الأوصاف، واتهام المغرب بكل مشاكل الجزائر، وهو دليل على أنه نظام عصابات كهذا يستحيل أن تجد أرضية للتفاهم، خاصة بالنسبة للمغرب.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أنه بعد اغتيال قائد الجيش قايد صالح ووصول السعيد شنقريحة إلى الحكم، سيطرت عصابة أخرى فقامت بإخراج طرطاق وتوفيق من السجن وأبقت الوزيرين الأولين أحمد أويحي وعبد المالك سلال، بينما فر قائد الدرك الوطني الجزائري الجنرال غالي بلقصير إلى إسبانيا ولازال هناك، كما كان قد فر من قبل قائد الجيش الجنرال خالد نزار قبل أن يعود بعد سيطرة عصابة موالية له على السلطة.

وأوضح الخبير في العلاقات الدولية وشؤون الصحراء، أن النظام العسكري يلجأ أحيانا للتصفية الجسدية للرؤساء والجنرالات كما حدث مع الرئيس بوضياف سنة 1993، لأنه كان نظيفا ووطنيا مخلصا ولم ينفذ أوامر العصابات، وهو ما حدث كذلك مع قاصدي مرباح، رئيس المخابرات العسكرية الأسبق الذي اغتيل في السنة ذاتها (1993).

وأبرز نور الدين إلى أن الأمثلة كثيرة على التناحر والاغتيالات في أعلى هرم السلطة الجزائرية بين أجنحة العسكر والمخابرات، مبرزا أن وفاة هواري بومدين نفسه تؤكد روايات عديدة أنه مات مقتولا هو الآخر، وحاول النظام إخفاء ذلك تماما كما فعلوا في مقتل الجنرال قايد صالح.

وحول نوايا واليد الممدودة للمملكة تجاه الجارة الشرقية، أشار الخبير في العلاقات الدولية إلى عرض المغرب في غشت الماضي للمساعدة على الجزائر لإطفاء الحرائق في منطقة القبائل، لكن الأخيرة رفضت فرفضت وقبلت المساعدة الفرنسية، وطالبت من دول أوروبية معاونته في الأمر.

وطالب نور الدين بضرورة عدم التعامل مع هذا النظام بسذاجة، لأنه من الصعب أن يتغير بين ليلة وضحاها، كون نهاية عقيدة العداء للمغرب تعني نهاية النظام العسكري الجزائري، وبناء على ذلك لا يمكن تصور أي اقتراب مع المملكة في ظل نظام العصابات الذي يهدد بشن حرب على المغرب، وقد دخل عمليا في هذه الحرب من خلال المناورات البرية والبحرية والجوية على التماس مع الحدود المغربية وبالذخيرة الحية.

آخر الأخبار