عبد المجيد تبون.. حوار نهاري ومباشر ليلي وترهات لـ"تعويم السمكة"

الكاتب : الجريدة24

11 أكتوبر 2021 - 02:00
الخط :

بدا عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري تائها في حوار له مع صحفيين من القصر الرئاسي، دام ساعة وثلث من الزمن أطلق خلالها الكلام على عواهنه ليكون اللقاء عبارة عن جعجعة بدون طحين.

وبصرف النظر عن كون اللقاء نهاري سجل والشمس تحرق كما يظهر من قعدة الرئيس في مواجهة الصحفيين، وتم نشره ليلا على أنه مباشرة من قبل صفحات "فايسبوكية" تابعة لأبواق النظام العسكري، فإن الرجل بدا وكأنه ثمل يرمي بالكلمات دون حسيب أو رقيب محاولا "تعويم السمكة".

ولم يفت الرجل المكلف بمهمة من لدن الـ"كابرانات" لنفث السموم تجاه المغرب، أن يفرد شقا كبيرا من الحوار للحديث عن المملكة، قائلا "من يبحث عنا يجدنا، ومن يعتدي علينا سيندم على اليوم الذي ولد فيه لأنه لن نتوقف ساعتها".

نفس الرجل نسي أن المغرب الذي وجه إليه هذا الكلام سبق ومد يده مرات عديدة لحكام جارة السوء دون يجد منهم غير العداء والردود الرعناء، كما أغفل أن العسكر الذين يقتاتون على مآسي الشعب الجزائري، هم من أذكوا الخلاف وصبوا الزيت على النار باتهام المغرب بلا دليل وأو هوادة، في مناسبات عديدة، فقط ليبقوا على أنفسهم في السلطة ماسكين برقاب المغلوب على أمرهم.

كما نسي تبون أن الشعب الجزائري يعلم علم اليقين أن المغرب أبعد ما يكون عن الإغارة على الجزائر وأن ادعاء غير ذلك ليس سوى محاولة لكسب الوقت والاستدامة في رضع ضرع البلد الغازي، كما تفيد تعليقات مواطنين جزائريين على تسجيل الحوار في "فايسبوك"، وقد ذهب الكلام أبعد عما يعنيهم في حياتهم اليومية.

وكان حريا بالرئيس الجزائري ألا يخوض فيما هو أكبر منه ويفوق شأنه وهو يغمز للعلاقة التي تجمع بين المغرب وإسرائيل، وأن يخوض في أمور "البطاطا" و"العدس" وغيرها من المواد التي تشكل محور طوابير بشرية من الجزائريين الذين ضربت قدرتهم الشرائية في مقتل وهم تحت رحمة نظام يرعى مضاربين يغتنون على ظهور المساكين.

وفي مقابل "الشراسة" التي حاول إبداءها عبد المجيد تبون الثمل وهو يتحدث عن المغرب، استكان الرئيس وغدا مثل الحمل الوديع وهو يتحدث عن فرنسا، راغبا في عدم قطع شعرة معاوية مع بلد صنع الجزائر وترك تركته تنهب الضعاف فيها ليملؤوا بطونهم بعدما يملؤون خزائنها بعائدات الاتجار في مقدرات البلاد.

وسقط عبد المجيد تبون في الفخ وهو يثبت أنه "ابن فرنسا البار" فكيف لرئيس أن يرطن بفرنسية ركيكة في حوار عربي لو لم يكن متشبعا بثقافة المستعمر وتربى في كنف الفرنسيين الذين أذاقوا الجزائريين شتى صنوف العذاب على مدى 132 سنة؟؟؟

فضلا عن ذلك، فجرت مقاربات الرئيس الجزائري للتخلي عن الوصاية الفرنسية وخلع رداء التبعية اتجاهه صوب إيطاليا، التي يرى أن اقتصادها يشبه الاقتصاد الجزائري لأن شعبي البلدين يستلذون ازدراد العجائن "المقرونية" ليعري الرجل عن سوءته أمام الملأ كونه بلا تكوين وبلا خيط ناظم لحوار أراد من خلاله إظهار نفسه بغير ما ظهر به.

آخر الأخبار