المغرب والجزائر.. بين فن التغافل والسعي للحرب

الكاتب : الجريدة24

19 أكتوبر 2021 - 08:00
الخط :

هشام رماح

أثناء الحرب تصمت القوانين وتكمم الأفواه.. وهذا ما يبتغيه النظام الجزائري الساعي بكل الجهود وعلى شتى الأصعدة لجر المغرب إلى مواجهة قد يشتد أوراها بسبب غباء الـ"كابرانات".

وكما تخدم الحرب الراغبين في تصدير مشاكل الداخل الجزائري فإن المغاربة يؤمنون بقوة أن بإمكانهم أن يكونوا أبطالا دون الضرورة إلى تدمير الأرض والزرع والضرع.

الإيمان المغربي بما لـ"فن التغافل" من جدوى ترسخ عبر محطات عديدة تبدى من خلالها جليا أن المغرب يتقن هذا الفن ويقضي به حوائجا جمة، لا ولن يطالها "كابرانات" مرضى تستهويهم رائحة البارود.

ولم يعد من بد أمام النظام الجزائري المتهالك غير إعلان المواجهة مع المغرب بعدما أقبر الشيوخ المساكين برقاب الجزائريين أحلام الحرائر والأحرار التي رفعوها بخروجهم إلى الشارع في حراك ظلت تموج به البلاد لحين وجد العسكر الدواء منه.. أو هكذا يظنون.

لماذا؟ لأن الدواء الذي وجده النظام في إبداء العداء الشديد للمغرب وجعل المنطقة على شفير حرب مستعرة.. ليس غير دواء مؤقت.. وهو ما يتأكد يوما تلو الآخر بجنوح المغرب نحو السلم وعدم الكيل بمكيالين في تعامله مع أجلاف لا يفقهون شيئا غير لغة الحرب.

الوقت طال ويطول ولا يبادر المغرب لركوب قارب الجنون في بحر الظلمات كما ركبه العسكر.. فتتلاشى بذلك كل أحلام الـ"كابرانات" في تسخين "الطرح" والهروب من حساب الشعب عبر إعلان حرب مع من جعلته عدوا كلاسيكيا.

المغرب ماض في سبيله وفي توطيد علاقاته الدولية صارفا عن النظر عن جيرة شقية، وفي تخويل حقوق التنقيب على الغاز لشركة غاز إسرائيلية في عرض السواحل المغربية الجنوبية ما يؤكد أن المملكة لا تبالي بما قد يركب عليه النظام الجزائري لتقويض سعيها قدما.

ولم يستوعب "كابرانات" الجزائر أن المملكة تقضي حوائجها بعيدا عن الزعيق والضوضاء، بينما اختاروا هم ملأ الدنيا صداعا بكون المغرب مطبّع يريدون استدرار تعاطف الشعب المغبون والمقهور.. لكنهم ينسون مصالح البلاد والعباد.

لقد ارتأى المغرب تعزيز علاقاته مع إسرائيل لتقوية اقتصاده عبر تنويع الشراكات بناء على منطق "رابح- رابح"، بينما يؤثر النظام الجزائري على الشعب هناك ذلك، ليبقوه تحت أقدامهم يدوسونه متى بدا أنه سيهب ليقلب بهم الطاولة.

وإذ لا يكل النظام العسكري من اجترار أسطوانة "التطبيع" المشروخة، فإن اللعب بورقة فلسطين يبدو متجاوزا أكثر من السابق، فمن يمنع العسكر من الزحف شرقا لتحرير الأراضي المقدسة؟ أم أنهم يكتفون فقط بالدفاع عنها والدعاء على المغرب من منابر المساجد التي سخروها لغير عبادة الله؟

إن في سعير الجزائر لجر المغرب نحو مستنقع الحرب ما يشي أن العسكر الحاكم فيها لا يريد السلم لأنه لا يعرف حقا ويلات الحرب، وهو يبدي نفسه طيعا لتأكل "قوة" تذكي نعراته الثوم بفمه لتقضي أمرا ترومه من وراء حرب الجيران.. أما وإن كتبت الحرب على المغرب فستكون غايته من ورائها تحقيق السلام.

آخر الأخبار