السياحة الطبية: عين بوتبوقالت بتيزنيت...مؤهلات سياحية واعدة في انتظار التنمية

الكاتب : الجريدة24

22 أكتوبر 2021 - 12:00
الخط :

أمينة المستاري

على امتداد الطريق الرابطة بين تيزنيت وجماعة آيت أحمد، تمتد جبال يغلب على تضاريسها طابع الارتفاع، تمر بها طريق منعرج ينزل تارة ويرتفع تارة، تؤثتها أشجار الأركان التي استسلم بعضها للموت ومنها ما انبعث من جديد، وظهرت بعض الأوراق الخضراء التي تكافح رغم ذلك للبقاء على قيد الحياة، في بيئة شبه قاحلة ومنطقة صخرية لا تكاد تصادفك سيارة إلا لماما. كانت الوجهة عين بوتبوقالت... عين مائية معدنية بجماعة آيت احمد، تنبع منذ عقود من الجبل، يصل صبيبها  150 لتر في الثانية، وتصب في حقينة سد يوسف بن تاشفين، وتبعد عن تيزنيت بحوالي 80 كلم، عبر طريق أنزي، و90 كلم عبر طريق بوكرى وسبت آيت ميلك، تجذب ساكنة المنطقة بل وساكنة الإقليم كتيزنيت، تافراوت، أنزي.

عين بوتبوقالت...قديمة جدا تصب بواد ماسة أو أماغوز، سارية الجريان في الصيف والشتاء، تنتمي صخور المنطقة للعصر الجيولوجي، مشكلة من صخور بلورية من الكرانيت والشيست، وغنية بالمعادن خاصة السيليست، والمغنيزيوم والحديد، كما أن مياهها مشبعة بالمعادن والبيكاربونات والكالسيوم والسيلفات...

يروي أحد ساكنة المنطقة قصة اكتشاف العين، أن أشخاصا توجهوا قبل عقود من الزمن إلى المنطقة بحثا عن الكنز وبعد حفر المكان فوجئوا بمياه عذبة تخرج من بين صخور جبل أمزي، فأصبحت منذ ذلك العهد ملاذا للساكنة يستمتعون بمياهها ويسبحون في وادي أمغوز أو "نيل تيزنيت"، فعلى ضفتيه تجد ساكنة المنطقة والزوار الراغبين في الاستمتاع طبيعة خلابة ومياه عذبة، وتشهد ارتفاع نسبة الزوار خلال فصل الصيف وأيام الأعياد ونهاية الأسبوع...

زيارة للمكان تدل على صحة ما راج حول أهمية العين، فقد اصطفت السيارات على جنبات الطريق الصغير، واتخذت الأسر مكانها بين أشجار النخيل أمام وادي عكست الشمس خيوطها فوق سطحه، ونصب الزوار "الكوانين" لإعداد وجباتهم للاستمتاع بالهدوء والمنظر الخلاب الذي جمع بين سماء صافية ومياه وأشجار ونباتات خاصة نبات " التنين" النادر، كل ما ينشده الفار من ضجيج المدن وجوها الملوث.

الحاج أبو الفضل علي، الحاج كركر، والحاج ابراهيم، و الحاج امبارك أصدقاء من منطقة هوارة وأولاد تايمة، فضلوا قطع كيلومترات لقضاء ساعات بالعين التي سمعوا عنها كثيرا، والاستمتاع بين أحضان طبيعة خلابة، بجانب سيارتهم جلسوا يتحدثون ومن حين لآخر يتفقدون حال "الطاجين" أمامهم، ويستظلون بنخلة باسقة أطرافها يراقبون الوادي وبعض الزوار ممن فضل السباحة والاستمتاع بمياهه.

أسر عديدة حجت إلى عين بوتبوقالت، فالمناسبة عيد المولد النبوي لذلك قررت قضاء ليوم بين أحضان الطبيعة والتمتع بشمس ساطعة، فيما قصد المكان شباب وقاصرين نزلوا جماعة إلى الوادي للسباحة، يقفزون من فوق صخرة ويصرخون من حين لآخر تعبيرا عن استمتاعهم بمياه "نيل تيزنيت"، فيما وصلت بعض نساء المنطقة بلباسهن "تملحافت" المكون من قطعتين إزار فوق الرأس أبيض اللون، وصاية سوداء فقد وصلن بمعية أسرهن إلى العين، فالساعة تشير إلى الخامسة مساء، توقيت مناسب لقضاء وقت بالعين وسقي مياهها العذبة.

ما ينقص هذا المكان الخلاب، المتميز بمؤهلاته السياحية والعلمية بعض الاهتمام والتنمية، فالجماعة تضم سوقا أسبوعيا كان قد أقيم منذ مدة لكنه أصبح مهجورا وبقيت آثاره قائمة، وعلى بعد كيلومترات تقع المدرسة العتيقة "أزاريف"، إلا أنه يحتاج إلى تهيئة حتى يصبح ملاذا ومنطقة استجمام خاصة في حالة إنشاء مخيم ومرافق ومطاعم ومحلات تجارية تشجع الزائر على المبيت، وتهيئة الطريق وتوسعته وهي شروط لتحريك عجلة السياحة بأي منطقة.

يجمع الزوار وبعض ساكنة المنطقة على أن "عين بوتبوقالت" سياحية بامتياز لكنها تعيش تهميشا رغم المؤهلات الطبيعية، وفي غياب تهيئة للمكان تظل مردوديتها ضعيفة، خاصة وأن ساكنتها يعانون فالمنطقة جبلية وتغيب فيها بعض المرافق الضرورية اللازمة لتحريق عجلة التنمية

آخر الأخبار